من الصعب جداً أن يصل أحدهم إلى متوسط العمر ويكتشف فجأةً أنه مجموعة نسخ من أشخاص آخرين ، وهو مجرد آلة تصوير لانطباعاتهم وردات فعلهم وتصرفاتهم حتى ما يرغبون وما يكرهون ، ولربما آلة تصوير لعلاقاتهم .
نعم أؤلئك موجودون حولنا وان كانوا دوماً يشعروننا بقوة شخصيتهم وصلابتهم ، وهم بالأصل كونوا كل ذلك من تجميع وقولبة ما يفعله الأخرون .
فتجده في مجالسه يردد رأياً سمعه من آخر ، ويكرر فعلاً نقله عن ذاك فاعجبه لجذب الأنظار ، وبطريقة الكلام والضحكة حتى، كلها منقولة عن آخر .
وقد يقول البعض هناك أشخاص يؤثرون وآخرون يتأثرون ، ولكن التأثير الذي يغطي على الشخصية ويقولبها إلى نسخة عن شخصيات أخرى هو ليس تأثراً وانما تقليد وأعمى كذلك .
لي صديق حسر نفسه باسلوب عيش صديقه ، وخنقها بأشياءٍ لم يكن يفعلها بل وكان ينتقد من يقوم بها ، فأصبح مجرد دمية أو تمثال عن ذاك الصديق ، لا يختلف عنه إلا بالاسم ربما وبعض الصفات الجسدية ، بينما الجوهر أجوف لبّه هو ذاك الأخر الذي احتله .
ولا أنكر اعجابي أنا ببعض الأشخاص ، خاصة من يكبرونني سناً ، ولكن سرعان ما أقلب صفحة اعجابهم إلى صفحة استفادة من بعض ما عرفوه وتعلموه ، دون تأثرٍ بشخصيتهم إلى حد التقليد .
-
majed waelمتخرج من تخصص صحافة مطبوعة والكترونية - جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ، مرتبة امتياز مع مرتبة الشرف . متدرب في دار الحياة لنشر .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
