شكرا لكـ أيتها السيدة، لأَنكـ أمي
نشر في 19 يوليوز 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يا والدتي، يا أم الفضل ، يرحمكــ الله .
ليست المسألة في بُعــدكـِـ ، وليست المسألة في قُــربـِكـ
فأنا في كلتا الحالتين ، أحبــكــِ ، وأدوبُ لهفةً وأتــفـطـَّـرُ حنينًا .
:
فــــشُـــكــرا لكــ ، أيتها السيدة ، لأنكـِـ كنتِ أُمــِّـي ، ولاتزاليــن وللأبــد .
فقد كنت دائما ... ولا زلت أحبك من أعمق أعماق قلبي ، أيتها السيدة .
لو استطعت ان اكتب للابد ، لكتبت أني أحبك !!...أنت يا أم الفضل
وفي القصائد واللوحات والمواسم وفي قلبي الذي يتسع للأحزان والفرح ، للنور كما للظلمة ، وفي كل أطياف الضوء والظل ... وبين الفينة والفينة حسب تنهدات القمر
... فقط لأني احببتك وأحبك و ســأحبك
أجــدُني ، أرتسم صورتك أيتها الطيبة، على الحشائش إذ تنمو في البراري و الجبال، على الذكريات على رمال السواحل والحجارة ، وعلى توالد الأمواج فى الشاطئ ، على نجوم الأفق، وعلى إبتسامات الأطفال في كل القرى النائية، في زينات النساء، وبهجة القصائد
:
صوتكــ ....
نعم، صوتكــ ! يأتيني مشحوناً بحنانك وبكل شلالات النبل والكــرم والقوة ، وتلكـ البساطة الوارفة التي طبعتكِـ على الدوام ، أم الفضل ..
فطلما كانت الحياة تتفجر في دواخلي حتى من سماعة ذاك الهاتف الأسود القديم الذي تضعينهُ قرب وسادتكـِـ وسبحتك تُخابرينني منه ، وتسالينني إذ أكلمك من بعيد .
كنت أتساءل في جميع تلك الصبحيات ، وبكل الأماسي ، التي تكلمينني أثناءها، كيف تستطيع أسلاك ذاك الهاتف الأسود ،تلك الاسلاك الرقيقة والمتعددة الألوان أن تحمل كل قوافل هذا الحب وجميع مواكب هذا الحنان واسمى دواعي الرعاية وشتى أعياد الوجود والافراح إلى قلبي، مع كل همسة شوق، وكل إشراقة أمل ، وكل خفقة حب ؟! ومع كل لحظة وكل إنبجاسة وكل كلمة ومابين الدقيقة والدقيقة ...
فطالما كنت إندهش كيف تستطيع أسلاك هاتفكـ التقليدي الملتوية على بعضها، أن تغمرني و قلبي بكل هذا الطوفان الرائع والجميل من الحب و الحنان اللذان يطرزان حياتي بكل قصائد وكلمات الدنيا ، و كيف تغرقني في سماوات ملؤها النجوم والزهور والبراري الأحلام والذكريات في طوفان من المسرات والفرح وارتعاشات من اللهفة إلى الجلوس معك، وظمأ لعناقك .
أتساءل لماذا كلما إحتضنت صورتك ، أكتشف أن لي أيادي كثيرة ؟!!
وأحتــار : بأي يد ٍ ألمس صورتك، وبأي أصابعي ؟
وبأي لغة ٍ أهمسكـِـ عشقا وفضيلة ؟
وكيف لعيناي أن تتابع ملامس طيفك هنا وهناكــ ؟
وبأي عبق تليد أتنفسكـِـ نسيما يسري في دورتي الدموية ؟
وبأي أفكارٍ أكتشف اسرار إبتساماتك .. وأطيافك وأسئلتكـِـ وأرحامك و قوتك وحتى جراحاتكــ
أكشتف جمال ما كنت تسقينه من الازهار، وعبق تلك القهوة التي تحرصين على إعدادها ...
أتذكر كيف ألاعب الازرار في قفطانك ، وأنا صغير.
كيف أفتح التيّار .. للأنهـار يا والدتي.
أجدني أشعل الاقمار، وأرتشفُ حضور النجوم في رفقتكـِـ
ترهقني يا أمي كل هذه المتاهات التي تحيكها لي الحياة ، وكل هذه النوايا التي تحاصرني ، كأنها تتسابق إلى شـنــقـــي.
تنادي دقات قلبي : ” أم الفضل ” ! ” أم الفضل ” ! ” أم الفضل ” !
واستميحك أم الفضل عذراً في إطلاع الآخرين والأخريات من الأصدقاء الكرام والصديقات الكريمات عليها
فأنا أحبهم .. ولكن أنت المعشوقة سيدتي، وأنت نجمة قلبي ... وموقد الروح .
-
القنور محمد...