حَاءٌ .. حُبٌ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حَاءٌ .. حُبٌ

  نشر في 02 فبراير 2018 .

عِندمَا يَرمي الإنسَان بِبصره فَيصطتِدم بِنُورٍ هاَئلٍ فَيُغمض العَينين ليرى بَصِيص هَذا النُور فَيقُع فِي قَلبه، فيُدرك أنّه الحُب...

الحُب يَا سيدي إنتقاء رُوحين خُلقَا لِكي يَحيَا مَعاً، نُورٌ نُقدسة وَنُعظّمه فَنرتقي بِه إلي أعلي علّيين يَدفع بِداخِلنَا مَشَاعر الفَرح والسُرور مُتمثّلاً فِي تَطَاير القُلوب وَلمعان العُيون عِند رُؤية المُحبّين..

فَالحُب إذا استَوطن القَلب وَسكنه يَرى المُحب بِعين قَلبه يَتغاضي عن هَفوات الحَبيب وَلايُبصِر فِيه إلاّ الجَمال الذي يُحب أن يَراة عَليه، يَرى كذلك فِيه ضَحكاتة وأدمُعه، يَرى انطافئه وَشُحوبه، يرآه كَأنّه هُو، كأنه عَالمه الذي خُلق لأجلة..

فَالحُب ليست كَلمة تُقال لِهَذا وَذاك الحُب شُعور لايَفهمة إلّا من أحب، فالحُب عَمل يُبهر المَحبوبه مِن حلاوة صُنعة، هُو ذاك الذي إن جُمعت له عُلوم البلاغة ما استطاعت تجسيدة، هو مَن يَمتلك دُون أن تدري وحِين يمتلكك يَتطاير فُؤادك فَرحاً مِمّا أصابك، فَهو أسمى مّما يَزعمون بِه..

والحُب الصَادق حُبٌ سَرمدي ازلي لا بِداية لهُ وَأبدي لا نِهايه لهُ، فَإذا خَالط قَلباً صَادقاً وَبسط عليه سُلطانه وأصبح الآمر النَاهي حَتّي لايَمتلك المُحب الإرادة غير مَا يُملية عَليه قَلبه، فليس للمُحب مفر مما تُمليه علية نبضَات فؤادة، والمُحب يَرى الحَبيب كَالقُوة التي يَستند عَليهَا والرُوح التي يَعيش بِهَا...

والصَادق فِي حُبّه هُو مَن شَهد عَهداً وَثيقاً مع حبيبة وَكتم لواعجه وَغضّ بصره وأمسك لِسَانة وانكوى بِنَار الصَبر وذوبان الرُوح، هُو مَن أباح للحبيب حَين يُباح عِندما يتفضّل الرب بأن يَجعل لِهذا الحُب العظيم مخرجاً وأنزل من لدنه رحمتة تَجعل الخليل حليلاً والسر علناً وأحسن الرّب بأسري الفؤاد فأخرجهم مِن الحُب فِي إطار يُحبّه ويرضاة ورباط مُقدّس وَميثاق غليظ فَتلك الذي نفسي بيدة فردوساً ونعيم..

وأعلم أن المُحب الصَادق لا ينسي حَبيبة فايأخذني فِي ذلك قول الرافعي "وَالقَلب الكَريم لاينسى شيئاً أحبّه وَلا شيئاً ألفه"..، هذا هُو المُحب، مَن يُحبة القَلب بلا أسبَاب، من تَجد فِية مُستقرك وَموطنك، مَنن تجد فية الرُوح التي تُشبهك، فَ تشعُر كَانّ روحك تَجسّدت فِي شخصٍ آخري لا تري أحداً غيرة...

والمُحبين فِي تَواحد رِباطهما وسيرهم عَلي عهدٍ يَرضاه اللّه وَيرتضية، لن يَستطيع أن يَهزمهُم أحد وإن بَات كُل شيء يُخطط لِفراقهم، فإذا تفضّل المُحب أن يَذكُر حبيبة في دُعائة علي أن يُعطية الخَالق إيّاه، فَذاك هُو الحُب وذاك هُو المُحب :))

والمُحِب الحَق هُوَ مَنْ يَلمح جَبِينَك المُرْهَق ونُدُوب الأّيَام بَيْنَ تَفَاصِيلَك...

فَ يُرْقِيكَ بِقَلبِه وَيمْسَح جَبينُك بِأصَابِعٍ مِن رَحمةٍ و نَدي ويُعيذُكَ بِالّذي خَلَقَ وبَرَأ مِن التَّعَب و الوَهن... ")❤

‏فثَبّت اللّه أقدَام المُحبّين، وَأسدلَ عَلى أَروَاحهم السّكِينة، وَأذاقهُم اللّه بَرد اليَقِين وَهُم عَلى الدّربِ مَاضِين... "))

.

*أفاض فيها القَلب واستفاض*.."))


  • 6

  • نسرين الشيوي
    فتاة تسير بكرم الله في أرض الله، تنحت من جبال العلم بيوتًا.. دينها الإسلام وطريقها السلام
   نشر في 02 فبراير 2018 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 6 سنة
خاطرة جميلة و مبهجة و لغة شاعرية هادئة .
بداية موفقة , في إنتظار كتاباتك القادمة .
1
نسرين الشيوي
أتشرف بتعليق حضرتك، وفي تقدم بإذن الله
دعواتك :)
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
جميلة جداكلماتك ،مرحبا بقلمك
2
نسرين الشيوي
والأجمل مرورك ياجميلة ...

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا