فرغ الشرف من محتواه عندما تمّت جندرته ، عندما تم ربطه بجنس معين فغدت الأخلاق والشرف في عصرنا الحالي تعبّر عن الكثير من المفاهيم باستثناء الأخلاق والشّرف .. فرغ الشرف من محتواه عندما أصبح يباع ويشترى كما الخضار على العربات في السوق .. عندما أصبح كصكّ ائتمان بيد فتاة قد تكون باعت كل قيم الخير والإنسانية بداخلها ولكن امتلكت هذا الصكّ المصدّق عليه اجتماعياً..
فالأخلاق أصبحت جوفاء بعيدة عن المفاهيم الإنسانية الراقية ،ومفهومها أصبح مرعب عندما تمّ ربطها بالجنس ، ولاشيء آخر سوى الجنس ..عندما أصبحت تعبّر عن غشاء رقيق سليم معافى وعن قطع من القماش تستر الفتاة بها جسدها درءاََ لإحياء ثورة جنسية شرهة و محتقنة أصلاََ في نفس الذكر.
أصبحت الأخلاق والشرف اسم على غير مسمّى ، كأن تقول عن اللون الأزرق أنه يدعى أسود وتستمر بذلك سنين حتى تألف أنت ومن حولك كلمة أسود عند رؤيتك للّون الأزرق .
وحسب مطالعاتي في المراحل الاجتماعية التي مرّت بها المرأة في مجتمعنا أدركت صلة الوصل بين كلمة شرف وبين عذرية المرأة ، فنحن نسمع كلمة شريف عن ذلك الموظف الذي صان أملاك الشعب والدولة ولم ينهب منها قدر درهم ،أي استطاع أن يصون شيئاََ لم يكن ملكه ولكن كان قادراً على التّصرفِ به ..والأمر نفسه فيما يتعلق بالمرأة ، فهي غير قادرة على امتلاك جسدها ، فجسد المرأة لم يكن يوماََ سوى ملك لوالدها وأخيها وزوجها المستقبليّ ومن بعده ابنها ،بالتالي صونها له سيجعلها شريفة ومحافظة في نظر المجتمع.
وفي حديثي هذا لا أقيم ستر المرأة لمعالم جسدها ، أو حفاظها على عذريتها فهذه أمور تندرج ضمن قائمة الحريات الشخصية التي يفترض أن يتمتع بها كل فرد في المجتمع الإنساني ،بل أنتقد وبشدة الأسلوب الذي يتعامل فيه المجتمع الشرقي مع جسد المرأة وعلاقاتها ، فالمرأة في مجتمعنا كثيراََ ما تتجنب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج خوفاََ من المجتمع ونظرته ،خوفاً من الأذى الجسدي الذي قد يلحق بها إن لم يصل إلى القتل ، وليس عن قناعة و وعي و إدراك وثقافة ومسؤولية ،أي ليس لأنها اختارت بل أُجبرت على اختيار ذلك .
و انتقادي هو لربط الأخلاق والشرف بشيء لايتعلق بها ( لا من قريب ولا من بعيد )
في حديثي هذا أنتقد الرجل أو المرأة الذين لاينفكّون يلقون الخطب الطويلة في الأخلاق والشرف وفي حيّهم أطفال فقراء يتوسدون الرصيف ليلاََ ،و في بنائهم امرأة توفي زوجها ،تعمل في شطف وتنظيف الدرج وتتعرض يومياََ لأقصى أنواع التحقير والإذلال والجوع ..
أحدثك عن تلك الفتاة الفارغة التي أصبحت مضرب مثلِِ في الشرف والأخلاق لأنها استحت عندما ظهر كاحليها ، ولم تستح يوماََ من تلويثها سمعة ابنة عمّها ، لم تستح من إهانة وتجريح صديقتها البدينة ، ولم تخجل من السخرية من بنت الجيران شديدة السّمار وذات الأسنان البارزة ومن وصفها بأقبح الصفات المهينة والمزعجة.
أحدثك عن ذلك الرجل الذي اشمئز من أخلاق ابنة عمّه التي سافرت إلى الخارج لتكمل تعليمها الأكاديمي ، ولم يشمئز من نفسه عندما سرق ونهب أموال طائلة ائتُمن عليها..
أحدثك عن المرأة التي نعتت ابنة صديقتها بقلة الشرف والأخلاق لأنها رأتها تمسك يد صديقها ، ولم تعب نفسها عندما نهرت فتاة صغيرة توسلت منها عشر ليرات امتلأت محفظتها بالمئات منها..
أحدثك عن شرف مجتمعنا المهترئ .. عن شرف الأقمشة والأغشية .
-
reem mahmoodفتاة سورية مهتمة بقضية المرأة وتحقيق المساواة في المجتمع ،أسعى لتطوير مجتمعي والقضاء على الأفكار المتخلفة والبالية فيه
التعليقات
بل ينظرون إليها كمحلوق فضائي عجيب ..
خلق من أجل الإنجاب والإستمتاع !
لخصتي الامر في الجملة دي بصراحة هو خوف في النهاية مادي ملموس لان المراة والرجل عندهم دوافع شهوة الرجل الشرقي بيتعامل معاها وقت ما يحب باي اسلوب اما المراة الشرقية فحكمت بالرعب اللي بيهدد حياتها الخوف اولا من عدم الدخول في علاقة هو خوف مادي بحت مش ديني لكن ميمنعش اسقاط موضوعك العام انه لخصنا الشرف في كلمة شرف المراة ونسينا شرف المجتمع وشرف حفظ الدم وشرف رعاية المحتاجين للاسف
برافو ع المقال
ما يحدث من مجتمعاتنا الحالية بسبب تراكم ملوثات مجتمعيه توارثناها من اجيال اجبرت على الجهل و حصر اجتهادها على البحث عن لقمه لاطعام اطفالها , فلم يوجد لديهم ما يورثوه لاولادهم غير تعليمهم الانتهازيه و البحث عن الفرص و تعلم متى اظهار الثوب و متى تواريه في الدولاب او اسفل الدرج المفتوح من اجل رشوة ما ,
الامهات لم تعد تعلم اولادها قولوا الحق ولا تهتموا بشيء الا ضمائركم , بل علموهم الخنوع و الذل و ارضاء الجميع حتى المدير من اجل مصلحتهم الشخصيه .
لم يعد هناك شرف مجتمعي , هناك فقط رداء الشرف .
كمن يصادق مئات الفتيات ولكن عند البحث عن عروسه يطلب ان تكون مغمضه العينين قنوعة لم ترى الشارع , و هي تمثل عليه ذلك و هو يقبل بتمثيلها , لان كل منهم ارتدى الثوب في هذا الموقف و الكل يعلم و يبارك .