النفس البشرية مليئه بالتناقضات الغريبة، كأن كل منا يحمل صندوق مغلق لا يعرف خباياه .
البعض منا يجد صعوبة فى التعبير عن مشاعره و البعض لا يفهم مشاعره من الاساس، و تظل المعضلة هى ؛هل نبحث عمن يشبهنا ام من يكملنا ؟
فى واقع الأمر الحقيقة هى أنك لا تبحث عن هذا ولا ذاك !
هى تعلم الكثير عن نفسك لتفرض عليها ماذا تحتاج بالأخص؟
لو كان كل منا يعلم ما تريده نفسه منذ البداية؛ لأجتنب مواضع الأذى و استكثر من الخير .. لكن؟ لا الحقيقة أكبر من ذلك ، فتركيبك المعقد الذى هو من صنع رب قدير .. يحتم عليك الوقوف قليلا و التفكير..
لما أشعر أننى أمتلك الكون بأكمله عندما أحتضن امى ؟ بينما الاخر يكره أمه و يتمنى رحيلها . قد لا تعلم الاختلاف بينهم فى البداية لأنهم تجمعهم مصالح مشتركة و ميول مماثلة و اصدقاء مشتركين .. فما هو المعيار؟
وكيف لله أن يعاملنا بهذا اللطف رغم اختلافنا؟ إنه يرزق العاصى كما يرزق الصالح و يحنو علينا جميعا رغم أختلافنا!
انظر الى الذين تختلف معهم فى الرأى ، الله يرزقهم كما يرزقك تماما!
لم يخرجهم اختلافهم عنك من رحمه الخالق.
و لكن هذه معاير الله وليست معاير البشر، فهل نحن نبحث عن التكامل ام التشابه ؟
حسنا حسنا.. الأمر ليس بهذا التعقيد هل تعلم مما ينتج التشابه لذلك يفضل ٧٠٪ من البشر أن يجدوا من يشبهم ؟
دعنى اخبرك ، أنه ببساطه تكوينك من جديد ! انت نشأت فى بيئه اجتماعية معينة و كنت طفل لا تقدر على شىء .. فسخر الله لك من فى الأرض جميعا لخدمتك ! كل منهم بصم عليك بصمه، أضاف إليك جديد ، أدخل إلى عقلك الباطن أكواد من الممكن أن تكون سبب فى نمط من أنماط تفكيرك فى مرحلة من المراحل العمرية .
يشاء القدر أن يجمعك ببعض الذين مروا بنفس الظروف أو لديهم اكواد تتشابه فى ارقام عديدة ولكنها ليست متشابهة نصاً و موضوعا .. فهل يعنى هذا أن هذا التشابه يحتم السعادة الابدية؟ لا أعتقد لأنك ببساطة قد لا تتحمل عيوبك إن وجدت فى شخص آخر ، أو ستشعر بالملل انك ببساطة ترى نسخة أخرى منك مع بعض الاختلافات.
حسنا اذا نحن ننتمى الى ٣٠٪ الذين يبحثون عمن يكملهم ؟
لنبدأ من جديد من يكملنا قد يحمل صفات تتناقض تماما مع صفاتنا التى اعتدناها .. شخص شديد الغضب و عندما يغضب يقول كلام قد يؤذى من حوله ، شخص آخر لا يغضب بسهولة و يستطيع التحكم فى مشاعره .. لوهله قد تجد أنه شىء رائع أن يحتوى هذا الشخص الآخر نوبات غضب و غليان الشخص الأول ، دون أن تفكر فى مشاعر الشخص الآخر فى كل مرة و أنه هل سيستطيع أن يفعل ذلك كل مرة أم لا.
إذا كنا لا نبحث عن ذاك ولا ذاك فعمّن نبحث ؟ نحن ببساطة نبحث عن "الألفه" شخص نألفه و نألف روحه به ما يشبهك و ما يناقضك تماما. هل تعلم لماذا؟ لأننا بشر فلما حكمت على أن من يشبهك يناسبك جدا ؟ أو من يكملك سيحميك من عيوبك و يكمل نقصك؟ لا انت تكتمل بذاتك و ذاتك لا تكتمل ابدا لان من طبعها الضعف و النقص،
فى الحكم على البشر معضلة انك تظل تبحث عن شخص بمواصفات معينة و قد يجعل هذا الشخص حياتك جحيم إن لم تألفه. فقط الأُلفه بين الأرواح هى التى تنجح العلاقات .
الأُلفه شعور رائع أن تشعر أن الحواجز النفسيه قد هدمت و انت مفرط فى عفويتك دون الخوف أن يساء فهمك أو أن تفقد قدرتك على التعبير ، الألفة أسمى من أى تشابه أو اى تكامل ، الألفة هى سر الترابط الروحى .
- نيره 🌸
-
NayrahHave small knowledge to introduce myself with