اصغي إلي أذاً ، لا أستطيع أن أحول بينكِ وبين ما يؤلمني منك ، لا أستطيع أن أمنع شيئا، ولا أستطيع أن أفهم هذا التناقض المريب بين شوقي إليكِ وبين هروبي من عينيكِ ،لا أستطيع أن أقول شيئا، لا أستطيع أن أقول إلا ما لا أعنيه ، وما كان صمتي المتكرر إلا لأنني لا أجيد الكذب ولا التلاعب بالكلمات، هذه حقيقتي لكنها لا تضاهي سجيتك المتعبة، لا أستطيع أن أفهم لما أنا بك هكذا ، ما أستطيعه الآن هو أن أتقمص هذه الشخصية الغريبة ،غريبة عما كنت أراها في نفسي معك، أراهن أنك كنتِ ستغرمين بها لأني حقاً أحببتها وتعملين ما معني هذا، كما تعلمين أني...إني أحببتك يا جوليا كما يحب الرجل امرأةً في بادئ الأمر، حتى دون أن تعلمي ذلك، أراهن أنكِ لم ولن تتذوقي مثل هذا الحب.
بالأمس استأنفنا حديثنا الرائع المرير وأنا أحاول أن أقول "أفتقدك" فأسألك عن حالك و أحاول أن أقول "أني معكِ دائماً" فأسأل هل أزعجكِ أحد!، ليت كل الكلمات المغلفة بمشاعرنا الكامنة لها لغة تأويل وليت ما نعنيهم يفهمونها، قلت سابقاً أني لا أجيد التلاعب بالكلمات أما أنتِ لا تكفي عن لعب دور ميلينا وهي تراسل المسكين كافكا، تطفئ نيران أشواقه بكلمات تشعل نيران قلبه، هذه طبيعتكم على كل حال
وأما عن قوتي فلازلت قوي؛ قويٌ ينقصه الاستناد على كتفك المنيع من عبء الأيام بدونك، وإن كان لابد أن أكون بين عداد موتى هذه القصة فيسعدني وبشجاعة أن أفض الغبار عن ضعفي قبلها.
كنتِ موطني الذي هجرته... كنتُ ظلكِ وأنتِ نوري؛ حتى دون أن تشعري بذلك، لكنك لم تنظري إلي إلا محب تقتله الغيرة، ماذا دهاكِ، ماذا تنتظري من رجل شرقي حينما تتصرفي بما لا يسره ولا يراه مناسبا لكِ ولا له ، نحن قد نشك في رجولتنا وغيرتنا لو حاولنا التوهم في مثل ذلك أو تصديق سخافاتكن.
يوماً ما قال لي صديقي حبيبتك ألقها في بار يعج بالثملين ولن ترفع عينيها عنك أنت، أين أنت من تلك!، هل بإمكانك الصمود هكذا كما صمدت سنيناً لأجلك، لا أقول أني أتفق كلياً مع كلام صديقي، فكيف سأنتظر الخمر لأثمل وأنا مع عينيك، وكيف وأنا أريدك معي لقوام حالي وصلاحه، حالي بدونك مريب لكن بربك لا تزيدي الأمر سوءاً بوجودك أما أن تكوني خيرا أو.... أو تبقي ؛ تبقي إلى أن تملّي من كل هذا فينصلح حالك.
عذراً هل سرحت قليلا! كنت شارداً في حديث مع النفس.
-
Ahmed Abdelrahmanأحمد أحمد عبدالرحمن (عادل)، مهندس برمجيات، كاتب مقالات