عندما يجتاح الهم صدرك ، ويعصر الحزن قلبك، قد تشتعل في كل لحظة والناس من حولك يتسابقون لجمع الجمر والحطب لتستعر النار بداخلك أكثر ، يعكفون على رصد زلاتك وتتبع هفواتك ؛ ليطاردوك بنظرات التشفي ، بعضهم يقابلك بابتسامات خادعة وعبارات حب زائفة تخفي وراه ها مشاعر حقد دفينة ، فالحقد لديهم كامن في الصدور مغيب ، ومنهم من يتلذذ بهدم ثقتك بنفسك ، وزعزعة البناء الذي طالما حاولت تشييده السنوات من عمرك، قد تكون من الأشخاص الذين يتصرفون على طبيعتهم بسجية نقية دون تكلف تتعامل بقلبك قبل عقلك وتفترض حسن النية قبل سونها، ولكن بعض الناس قد تقابل ذلك بالخيانة والخداع ، فتشعر أنت جراء أفعالهم بالضآلة أمام نفسك ومدى سذاجتك وحمقك ، فتكون النتيجة أنك قد تترك مثلك وقيمك جانباً لتنضم إلى هؤلاء وتصبح نسخة طبق الأصل عنهم ، وتتحول حياتنا في النهاية إلى غابة كبيرة يكون البقاء فيها للأقوى والأخبث ويحدث ما لا تحمد عقباه.
خلاصة التجارب الناس في هذه الدنيا ثلاث فرق: ماة، ودواء، وحية رقطاء الأشخاص الذين يغمرونك بحبهم، ويشملونك بعطفهم، ولا تصفو حياتك دونهم، ودائماً ما يُسدون لك النصيحة خالصة من قلوبهم هم الماء الذير يروي ظمأ أيامك ويشفي سقم آلامك. ومن الأشخاص من هو كالدواء مُرّ لا تطيقه، ولا تُكِن له أية مشاعر ولكن ظروف الحياة تجبرك وتفرض عليك أن تتعامل معه رغماً عنك حينها ضع نصبك عينيك قوله تعالى: ((وبشر الصابرين)).
أما القسم الأخطر فهم الحية الرقطاء أولئك الذين يتبعون أساليب ملتوية ليوقعوا بك فى الشرك ويبلغوا مقاصدهم الدنيئة هؤلاء من الأجدر أن تنأى بنفسك عنهم وإلا هلكت.
قد يزيد الناس همك، ويكبدونك خسائر معنوية فادحة، وقد تصاب بجروح لا تشفي منها بسهولة، ولكن ما دمت موصولاً بالله فلن تقهر، وستغلب كافة العوائق التي تعترض طريقك، لا تلق للناس بالًا والله معك ربك أعلم بك وذاك وحده يكفيك.
-
رحمة وحيدقلم واعد يتدفق حبره من أعماق القلب، ويؤمن أن للقلوب لغة لا تعرف سوى الصدق والنبل