اوت الام في مقعدها المتحرك و هي تبكي حزنا علي اختفاء ابنتها ' يارا ' الطفلة ذات الأربعة أعوام منذ شهر تقريبا بعدما اصطحبتها الي ' غابة الاشباح 'بناء علي رغبة الصبية نفسها !
نظر إليها زوجها السيد ' غياث ' و هو يلقي اللوم عليها :
'الي متي ستبقي هكذا يا ' لبني ' قلت لكي الف مرة الأمر انتهي ابنتك ماتت لماذا ترفضي الاعتراف بانكي من قتلها !
" هل انت مجنون كيف يعني اقتل بنتي بيداي كفاك كذبا ! "
" لقد حضرت الممرضة " ليانا " هي ترغب بالدخول "
" معها تدخل تلك الممرضة الساذجة هي لا تفهم شيئا "
تركها " غياث " و هو يتحسر علي عقلها الذي فقدته تماما بينما اقترب من الممرضة" ليانا " أمرا
" اذهبي يا ابنتي الي سيدتك " لبني " ارجوكي تحمليها فانتي تعلمين أن المسكينة فقدت عقلها تماما "
" حاضر يا افندم انها لا تدري انها قيد الإقامة الجبرية لأنها متهمة في قضية قتل ابنتها " يارا " لا ادري لماذا فعلت ذلك "
" لبني ليس في قواها العقلية لم تكن في وعيها لحظة القتل لقد طلبت مني صبيحة ليلة الحادثة أن تصطحب الفتاة الي " غابة الاشباح " دار بيننا شجار عنيف خوفا علي ابنتي لكن " لبني " كانت عقدت قرارها فلم اجد حلا سوي إبلاغ الشرطة و الإسعاف "
" و ماذا حدث بعد ذلك سيد " غياث " و لماذا ارادت قتل ابنتها " يارا " كانت طفلة بريئة "
" لقد جنت زوجتي الفترة الأخيرة ذهبت الي مشعوذة تدعي " ايميلي " سائلة منها الحظ السعيد فما كان من المشعوذة إلا أن اقنعتها أن ابنتها نذير شؤم عليها و عليها قتلها في غابة الاشباح ليلة الحادث فوجئت لزوجتي تجر ابنتي من شعرها وسط صراخ الصبية فلم أحتمل صرخت في وجهها و دفعتها بقوة لإنقاذ ابنتي المسكينة جن جنون زوجتي فركبت سيارتها بعنف و اتجهت الينا محاولة دهسنا و تشبست ابنتي بي بقوة و انا اجري من هذه المجنونة حتي اوصلتني قدمي بالخطا الي ' غابة الاشباح " و هذي المعتوهة لاذلت تطاردنا نظرت من حولي كانت الغابة عبارة عن مزراع و اشجار كثيفة يحل عليها الظلام و العتمة الحالكة كانت ابنتي " يارا " تصرخ من الخوف و تبكي بغزارة و انا اضمد بكاءها و دموعها الغزيرة لمحت شجرة طويلة ذات اغصان متدلية منها امرأة مشنوقة نظرت اليها بهلع بينما صرخت ابنتي بقوة قائلة
" الحقني يا ابي من هذي المرأة المقتولة انا خائفة جدا يا ابي "
" اهداي يا " يارا " لن تمسنا بسوء "
" انا رأيت هذي المرأة من قبل يا ابي مع امي "
" ماذا تقولي يا " يارا " كيف هذا "
" امي تدعيها " اميلي " و كانت تنظر لي نظرات مرعبة "
" لا اذن هذي هي المشعوذة التي تسببت في إلحاق الجنون بزوجتي و لكن كيف من قتلها "
" لا ادري انا خائفة يا ابي هذي المرأة اعطتني المرة السابقة قلادة صغيرة و لكنها مخيفة انا أكرها يا ابي "
" لا تميمة اريني هذه القلادة يا ابنتي "
" خذ يا ابي انظر كم هي مخيفة و هي تشبه الثعبان "
" هذي التميمة مسحورة يا " يارا " صنعتها تلك المشعوذة لجلب الحظ لامك هي كانت تنوي قتلك لذلك "
" لا اصدق امي جنت يا ابي انا خائفة"
تحدثت العجوز المشعوذة فجأة مما اصابنا بالهلع
" انطوت عليكم الخدعة و الان أتيت لي ابنتك انا اريدها "
" لن تمسي ابنتي بسوء يا مشعوذة "
ظهرت زوجتي في نفس اللحظة لتجذب ابنتي بقوة من ذراعها لم اسمح لها بالطبع و ضربتها بقوة لتسقط علي الأرض و أنجح في تخليص ابنتي من هذي المخبولة كانت المشعوذة تنتظرني صارخة
" لن تنجو ابنتك اريدها لأعمال السحر الاسود و لن اسمح لك لإفساد خططي "
" بل أنا من ساقتلك بيدي لو تجراتي باذي ابنتي "
فجأة وقعت علينا الحبال ليتم تعليقي و ابنتي من أحدها و العجوز تصرخ بقوة لم اصمت قطعت الحبل بيدي بقوة و قفزت علي رأس العجوز لاسقطها أرضا قبل أن تؤذي ابنتي لكن زوجتي استغلت الفرصة و خلصت ابنتي من الحبل لتمسكها من رقبتها لتخنقها وسط صراخ ابنتي لم اصمت جريت الي هذه المجنونة لاخلص ابنتي منها إلا أنها طعنتي بسكين في رقبتي سقطت الارض و انا احاول إنقاذ ابنتي الا أنني فقدت وعيي من نزيف الدماء "
" انا مصدومة و اسفة لأجل ابنتك و ماذا حدث بعد ذلك "
" افقت لاجد نفسي داخل مشفي وسط نواح زوجتي تبكي فراق ابنتها صرخت فيها بغضب
" تقتليها يا مجرمة ثم تبكين "
" هل انت مجنون كيف تظن أنني اقتل ابنتي هذا مستحيل "
سالت الطبيب الذي أكد لي انها لم تكن بوعيها و لا تذكر اي شيء لذا قررت الشرطة التحفظ عليها قيد الإقامة الجبرية "
"قصة حزينة حقا هل زوجتك تعاني على نفسية "
" زوجتي مصابة بالفصام منذ وفاة والدها حزنا عليه و قد حجزتها فترة طويلة بالمصحة النفسية ثم هربت من المصحة فطلب مني الطبيب الا نعيدها الي المصحة لأنها لم أشعر بالراحة لها و كنت اتابع علاجها دوريا "
" لا ادري ماذا اقول عن زوجتك و لكن ماذا عن ابنتك " يارا " لماذا تدعي زوجتك انها تراها "
" انا ايضا أراها لا أعرف أن كنتي تصدقي في الاشباح ام لا لكن شبح " يارا " اتاني و يريد توصيل امر مجهول لي "
" حقيقة لا اصدق في هذا لكن لا أمانع أن أسمع القصة "
" ذهبت الي قبر ابنتي عقب خروجي من المشفي كنت ابكي حزينا لاجد فتاة تربت علي كتفي نعم انها هي لن تصدقي ابنتي قالت لي بشفقة
" لا تبكي يا ابي انا بخير و لكن ارجوك حطم القلادة لم افهم ماذا تريد من تحطيم القلادة دخلت الي حجرة ابنتي لتخرج منها قلادة الثعبان حطمتها بقوة بيشتغل البيت بالنيران فجأة صرخت بقوة و انا اجري تجاه الهاتف لاتصل بالمطافيء حاولت مليء الجرار بالماء لإطفاء الحريق رات زوجتي الحريق ففوجئت بها تمنعني من اطفاء الحريق و تأتي بكيروسين لتزيد الحريق صرخت بقوة
" هل انتي مجنونة اتريدين لنا الموت "
"ستموت الآن يا " غياث " لن تستطيع النجاه "
" ابتعدي يا مجنونة ليتهم لم يخرجوكي من المصحة لقد قتلتي ابنتك و الان تدمريني "
علي صراخ تلك المجنونة و فوجئت بها تدفعني الي داخل النار دفعا أبعدت نفسي عن هذه المجنونة و انا اصرخ بها و ادفعها علي الأرض غضبا سمعت أصوات المطافيء التي نجحت في إطفاء الحريق و تم وضع زوجتي داخل المصحة النفسية كانت تقاوم الأطباء و تجرحهم يوميا بالمشارط و السكاكين الحادة و تنفذ الحرائق في المشفي حتي كرهها جميع الأطباء و لم يقبلوا وجودها في المشفي فتم إعادتها للبيت قيد الإقامة الجبرية "
" و ماذا عن شبح الطفلة "
" يا ليت الأمور وقفت عند هذا الحد ظهرت لي الشبح مرة أخري أثناء جلوسي بغرفتي اقتربت مني و هي تتحدث بهدوء
" ابي اريد أن اقابل من قتلني خذ بقارئ يا ابي امي فلتفعل "
" اختفي الشبح تتركني في حياتي ماذا افعل قررت أن اطلب من الشرطة أن تسجن زوجتي في السجن و انتهي من مشاكلها ما أن أمسكت الهاتف دخلت علي زوجتي و ضربتني بقوة مما تسبب في سقوكي أرضا ثم صرخت
"تريد التخلص مني اذن ما رايك ان تموت انت "
"ايتها المجنونة ابتعدي عني "
" اقتربت مني محاولة طعني بالسكين إلا أن الشيخ ظهر مرة أخري و قد وجه الطعنة لزوجتي لتسقط في دماءها ثم نظرت إلي الشبح قائلة
" لن اسمح لها أن تمسك بسوء يا ابي هيا حانت الفرصة اتصل بالشرطة لقد تحدثت إصابة بك و سيقبض عليها "
" اتصلت بالشرطة الناس أتت و قيدت زوجتي ثم حبستها داخل غرفتها كنا تريدها الان و وضعت عليها حراسة أمنية كما تريها الان "
"صراحة لا ادري هل أشفق عليها أن أراها مجرمة "
"حسنا مضطر لتركك الان ابنتي اشتقت إليها و سازورها في القبر "
داخل قبر كبير يقف " غياث " و هو يبكي بينما تظهر ابنته " يارا " ضاحكة و هي تقول
" تعال يا ابي اشتقت اليك اطمئن يا ابي انا اتابعك من بعيد انت من يستحق الشفقة يا ابي و امي قد دمرتك تماما "
" لا ادري يا ابنتي اشتقت اليكي كثيرا لم تركتني "
اقتربت منهم الام من بعيد و هي قد تحولت إلي شبح
" ابنتي انا احبك سأعود اليكي بعد أن فرقتنا الحياة "
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
نشر في 26 غشت
2019 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 2 شهر
جلال الرويسي
منذ 6 شهر
Mariam Alsayegh
منذ 9 شهر
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
منصور
منذ 10 شهر
عبد الرقيب البكاري
منذ 1 سنة
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
منى لفرم
منذ 1 سنة
حسن غريب
منذ 1 سنة
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
أشرف رضى
منذ 1 سنة
nessmanimer
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة
Mais Soulias
منذ 2 سنة
د. يـمــان يوسف
منذ 2 سنة
Rim atassi
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة