قد تنسى من شاركك الضحك لاكن أبدا لاتنسى من شاركك البكاء فإذا نسيت فاعلم أن العيب فيك، سواءا ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموما لن تستفيد منها وأعلم أن كل شيئ بقدر، إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وحذرها ،الرجل في عقله ،وهيبته في حكمته ،وفطنته في حنكته ،وجماله في فكره ،من جد وجد ومن زرع حصد ،الفضيلة والثروة ثقلان في كفتي ميزان لايمكن أن يرتفع أحدهما دون أن ينخفض الآخر،إعلمو يأخواني أن أعظم مصائب الجهل أن يجهل الجاهل جهله ،خذ من الدنيا قوتا ينفعك في الآخرة وداوي الآخرين بطيبة قلبك وصدق مشاعرك ،شاهد عيوبك في عيون الآخرين وحاول إصلاحها وكن صادقا مع نفسك لكى تصدق مع الآخرين ،إقرء التاريخ جيدا وسترى أن الدنيا أياما يداولها الله بين الناس الأغنياء يصبحون فقراء والفقراء يغدون أغنياء لاحزن يستمر ولافرح يدوم وأعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن يضروك بشيء فلن يضروك إلى بشيئ قد كتبه الله لك ولو إجتمعت على أن ينفعوك لن ينفعوك إلى بشيئ قد قدره الله لك رفعت الأقلا م وجفت الصحف صدق رسول الله فإذا ماكنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء وأعلم أن الدنيا مطية للآخرة فمن فقد المطية فقد الوصول ،الدنيا إذا ماحلت أوحلت وإذا ماكست أوكست وإذا أينعت نعت ولك في السابقين عبرة فأعتبر،مالزم أحد ذكر الموت إلا صغرت الدنيا في عينه وإياك وإضاعة الوقت فهي أشد من الموت، الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ويقول الأمام إبن حجر في هذا المقام كنت قاضيا وبينما أنا سائر في طريق إلى دار القضاء في هيبة ووقار وحراسة إذ طلع في وجه يهوديا علامات البؤس ظاهرة عليه فقال لي إن نبيكم يقول إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فكيف يكون هذا وأنت مسلم فيما أنت فيه وأن كافر فيما أنا فيه فرد عليه الأمام الحكيم رحمه الله فقال الدنيا سجن المؤمن مقارنة بما ينتظره من نعيم يوم القيامة وجنة الكافر بالنسبة لما ينتظره من العذاب يوم القيامة . 

إعلم أخي أن الحياة أمل مع اللقاء وألم مع الفراق ومن أطاع هواه باع دينه بدنياه والسعادة كالغد قد لاتأتي أبدا ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها الكافر شربة ماء فأقراء وأعتبر.