من قال ان العمر يفنى بالموت ؟
إن العمر يفنى بالموت حين تحيا فقط لأجل الحياة ، حين تتنفس كل يومٍ دون هدف وتمضي ساعاتك في الدنيا دون أثرٍ تحدثُه يتنفس من بعدك ، حين تترقب كل الملذات لتحصدها وتتجنب العناء وتتهرب من الصراعات التي تؤول إلى إحداث فارقٍ يُذكر ، وحين تكون آهاتك فقط لآلامك ، وحين يكون أقصى غاياتك تكمن في العيش بسلام ولكن كذلك في إطارٍ من الخوف والانهزامية .
حين تتصور أن العمر يُقاس بالسنين لا بالأعمال ، فإن كان عمرك مديداً لا تسأل نفسك ماذا انجزت خلاله حقاً ؟ وماذا
سيبقى بعد رحيلك ؟
لربما أحدهم يكون عمره قصيرا بالنسبة لك ويكون حقق الكثير والكثير فيه وخلّف إرثاً ينتفع الناس به ويحسنون ذكره.
ابداً ما كانت تلك الحياة سهلة ممهدة رغدة العيش ولكن ما تصارع لأجله فيها هو ما يجب أن تدقق النظر فيه .
العمر لا يفنى بالموت إن كنت تصارع لا من أجل البقاء بل من أجل التغيير ، من أجل أن تترك البصمة التي تتمناها ، من أجل ان تختبر تلك الأماني المعلّقة في صدرك وتسعى لتحقيقها ، من أجل ان يكون لك رصيد من الأعمال النافعة التي ستحيا بعد ذلك وتسرد نتاج سعيك وكفاحك ، وتكون لحياتك سببٌ وتترجم معاناتك لخيرٍ عظيم يجعله الله عز وجل على يدك ويشهد - سبحانه وتعالى- على عملك وكفى.