وقعت البارحة ضحية لذئابي الداخلية،
فنهشتني نهش نسرٍ لجيفة ميتة.
انقضت علي كما ينقض الأسد على فريسته بعد جوع أسابيع و شهور.
وقعت ضحية فكري الذابل الخالي من المقومات
و اندثر اليأس و البأس في داخلي.
و أعطيت أذني لتسمع تآويل نفسي اليائسة تلك التي لا تلبث تنتظرني أهوي
حتى تجد طريقها للصعود و ترديني أرضاً بضربة واحدة.
وقعت أرضا و غُطيت بالتراب من كل ناح و صوب..
حتى كاد يخال للناظر أنني جثة مردوم فوقها أطنان من الرمال،
و قد يخال الناظر أنها جثة غير مرضي عليها،
حيث أن كل أطنان الرمال ردمت فوقها و لكنهم نسو شاهد القبر
على الأقل ليترحم المارون عليها، و لكنني حرمت من هذا أيضا..
تسلل إلى داخلي الموت البارحة،
ذلك الذي أوقفته عند حده مذ أشهر،
ولكنني البارحة و البارحة خصيصا استقبلته في صالة أخرى،
لم أستقبله في ذات الصالة التي كنت أستقبله فيها في ما مضى..
بل استقبلته و أنا له بالمرصاد،
و أمرته بالرحيل على الفور
فهناك حياة تريد أن تعاش مهما قست علي فهنا يكمن الجمال
و أتبعت أنه مرحب به أشد الترحيب عندما يكون الأجل قد حان حقا
عندما يكون عملي قد انقطع تماما عن هذه الأرض
أما الآن... فأنا سأعيش و لن أنظر الى الوراء أبدا.. حتى إشعارٍ آخر