بدايةً ..
أحببتُك بصمت ..
البوحُ صَعبٌ والحُبُّ للأقوياء ..
وبعد ..
أحببتُك بوعي..
وعيٌ بأنك ملكت القلب ولا مجال لتراجعٍ ولا مكان لعناء ..
من ثم ..
أحببتُك بشغف ..
شغف دائم للالتقاء ..
وأيضاً ..
أحببتُك بأمل ..
أمل حيٌُ بقرب اللقاء ..
وكذلك ..
أحببتٌك بدمع ..
دمع الفرح بدفء يديك وأنس اللقاء ..
وبعدها ..
أحببتُك بخوف ..
خوف بُعدِ المسافات بَعد اللقاء ..
ومرةً أُخرى ..
أحببتُك بدمع ..
دمعُ حرقةٍ بذاك المساء ..
عندما
حلَّ القدر ..
وأحببتُكَ رُغماً عن ذاك القدر ..
أحببتُكَ حتى السماء ..
................................
وكُلٌَ له من الحُبِّ نصيبُ من ألم ..
لربما كان هذا الألم مكتوب على كُل من طرق الحُبُّ باب قلبه ..
حتى يُمحى يوماً ليحلًّ مكانه طعمُ الانتشاء بزوال الألم ..
وألمي هو نعمةُ لغيري مِن مَن سلكوا دروب الحُب ..
وهذا ما يهون المصاب على أيُّ متألم ..
ألمي هو تلك المسافات الجغرافية ..
والخرائط التي يوماُ سيؤون الأوان ..
أوان تمزقها والتقاء يدينا نحو زمان ..
لا مكان فيه لألمٍ تعبٍ أو هوان ..
............................
مُنذُ اللفتة الأولى ..
الحديث الأول ..
اللقاء الأول ..
واللمسة الأولى ..
أحببتُك وكُنت لي الوطن ..
وأنا التي لم أعرف يوماً معنى وطن ..
إلى أن جئت أنت ..
وكنت أنت وطني .. الذي ألجأُ إليه ..
وكُل هذه الخرائط والحدود لا تعنيني ..
مُنذُ فَتحتَ لي حدود قلبك .. وكُنتُ لاجئةً على أرضه ..
وكنت أنتَ وطني ..
وأنا في وطني غريبة إن لم تكن أنت ..
وأنا مهما حلَّقت ..
غريبة أنا .. في كلُّ بلدان هذا الكوكب .. إن لم تكن أنت ..
لأنك وحدك ولا سواك وطن ..
مُنذُ اللفتةِ الأولى ..
أحببتُك بقلب أُم حنون ..
وكُنت أنت بِكرَ قلبي وابنه الوحيد ..
فتخيل حجم حبي هذا كيف يكون ..
أحببتُك كحُبِّ الأُمهات .. وحبُّ الأمهات لا يموت ..
مهما كانت حقيرةٌ هيَ المسافات ..
حبَُ الأمهات لا يموت ..
-
Salam Darwish...