تقديرات الرجال في النساء خاطئة.. الرجال لا يفهمون النساء.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تقديرات الرجال في النساء خاطئة.. الرجال لا يفهمون النساء..

الرجال لا يفهمون النساء..

  نشر في 22 يوليوز 2017 .

تقديرات الرجال في النساء خاطئة..

الرجال لا يفهمون النساء..

هيام ضمرة..

الرجال يعانون صعوبة في معرفة ما تشعر به النساء، وذلك على العكس تماما مما تملكه المرأة من قرون استشعار ذاتية شديدة الحساسية يجعلها مالكة لجهاز انذار متقدم سريع التأثر، النساء يمتلكن أداة حساسة لمعرفة كيف يفكر الرجل وما هي أهم اهتماماته، وبالغالب دلائلهن تصيب الحقيقة بالمركز رغم كل التهميش الذي يمارسه المجتمع عليها، وتوصف قدرتهن الفريدة بأنها تمتلك الحاسة السادسة التي لا يمتلكها الرجل نفسه، ليس من ذكاء بها.. بل من تكوين فسيولوجي ونفسي عميق ومعقد خلقه الله بها بالذات لتمتلك قوة التحمل وتكون قوية صابرة وحليمة وتؤدي دور الراعي الرئيس في العملية الشراكية فحاجتها لهذه القوة يجعلها أقدر على الصبر على المواقف الصعبة ومجابهة التديات بصورة أفضل

يُصرّ كثير من الرجال أنهم يفهمون المرأة وحاجاتها ومتطلباتها، يفهمون نفسيتها ومشاعرها والأمور الملحة لحاجاتها وأحلامها واهتماماتها، يفهمون دقائق تصرفاتها وما ينعكس بداخلها، والحقيقة أن الرجال ندرة منهم من يتعثرون فعلا بمعرفة المرأة وحاجاتها ومتطلباتها وهؤلاء الندرة بالغالب هم الذين يعيشون حياة سعيدة فيها التفاهم والتلازم والعيش الهانئ بصورة الرخاء والانتماء

فهم طبيعة المرأة ليس عقدة يستحيل حلها، ولا أمر عسير يصعب إدراكه ، إنما لأن البشر مختلفون بطبائعهم رجالا ونساءا فإن هذا الاختلاف هو بالغالب يصنع العقد ويفقد خاصية معرفة الآخر إلا من كان صاحب ذكاء وقدرة بقدر معقول

الرجال بالغالب تتكون بداخلهم مشكلة تحول بينهم وبين فهم المرأة لسبب وجيه يُعوَّل على المفاهيم الاجتماعية والموروث الاجتماعي الذي يورث من جيل إلى جيل حتى بات جزء من ثقافة مجتمعية تمنح المرأة دورا ثانويا وقيمة من الدرجة الثانية، فينظر إليها نظرة الأقل قدرات، والأقل ذكاء وابداع، والأقل قيمة وناتج، وبالتالي يستهين بعقلها واحاسيسها وابداعاتها وكأنها صنف آخر من البشر أقل درجة أو أقل درجات من الذكر..

ومعرفة الآخر تحتاج لقدرات دون تدخل مؤثرات الموروث الاجتماعي، ودون تدخل الفكرة المسبقة، إنها تحتاج لمهارة صافية تتطور تطورا طبيعيا، فالقدرة على قراءة المكنونات تختلف من شخص لآخر، لكنها تجتمع بأساسيات الشخصية التي تتبدى من خلال التصرفات والأقوال والأفكار، لأن الدماغ آلة عجيبة تؤثر عليه حالات عقلية كالمعتقدات المسبقة، فتميل به عن الواقع الحقيقي، وحين تم تعقب هذا الجزء من الدماغ المسؤول عن هذه العمليات في دراسات مستفيضة من خلال النظر عبر العين وجد أن قراءة الرجل للرجل تكون أفضل وأقوى وأقرب للواقع، فيما قراءة الرجل للمرأة تتدخل المؤثرات الأخرى من المشاعر والاحساسيس المسبقة فتحول دون الوصول للصحيح في معرفة عما بداخل المرأة

ولهذا نجد الرجل يتحدث بأمور هي ليست الأساس بذهنية المرأة، ولا تأخذ نفس الحجم من الاهتمام الذي وضعها فيه، ويرجِّح الباحثون لوجود هذه الخاصية بفهم الرجال للرجال بصورة أفضل من فهمهم للنساء كون الرجال يتوجب عليهم تحمل كافة المسؤوليات بالحياة بما فيها الحماية والرعاية، كما يتوجب عليه استشعار الخطر الذي يمكن أنْ يُداهمه من الرجل الآخر المنافس له، فتمرن عقله على قراءة نوايا الرجل وحالته العقلية ومزاجه الخاص بصورة أعمق وأفضل وأدق

ثم هناك فارق اللغة المستخدمة ومصطلحاتها بين المرأة والرجل، فالمرأة تستخدم تعبيرات لتعبر عما تقصده بصورة مختلفة عما يستخدمه الرجل، مما يجعله يجد صعوبة بفهمها، فحين تشتكي المرأة من تقصير زوجها لا يعني ذلك أنها ترفع أسوار الخصام بينها وبين زوجها بل تطالبه بفهمها بصورة أفضل والاقتراب أكثر منها.. من مثل هذه الزوايا تبدأ مشكلة اللغة المستخدمة بينهما بالتعبير عن مكنونات كل منهما

ثمة أمر آخر لا يدركه الرجل لقصور ثقافي وعاطفي بالغالب، كأن يمارس الأنانية ويعظم فيه الذاتية، فيطالب ويلح على المرأة أن تمنحه الاهتمام الخاص وتقوم بتدليله وتهيئة أجواء سعادته بتحقيق رغباته هو بغض النظر عن دروره هو بعملية التقارب، وينسى حاجة المرأة بطبيعتها النفسية الرقيقة التأثر الحالمة والرومانسية بنيل الاهتمام منه وتدليله لها، هذا التفاوت الواسع بين المفهومين غالبا ما يتسبب بسوء فهم شديد يؤدي إلى انفصال الزوجين، فتلبية الحاجات النفسية أمر ضروري بين الزوجين وإلا فقدت بينهما البوصلة وتاه كل منهما في اتجاه بعيد عن الآخر، وتعقدت بينهما الأمور إلى عدم وضوح بالرؤية

عدم فهم حاجة المرأة ونفسيتها لكثرة تعرضها لحالات تؤثر تأثيرا جذريا عليها من الناحية النفسية، كفترة الطمث، وفترة الحمل، وفترة النفاس، وفترات التعرض للفقد والحزن، وفترات تربية الأطفال الصغار لما يتعرضن خلالها من ارهاق جسدي وعقلي فائق، فالمرأة تحتاج للدعم النفسي والاحترام وتقدير الدور الذي تقوم به، وبتنشيط الدعم النفسي وإبداء الاستحسان والتذكير بمثالبها الايجابية، واذا لم يفهم كل منهما حاجة الآخر فقد تنقطع بهما عرى التقارب والتشارك، فثلما لها حاجات فله بالمقابل حاجات، ونيل كل منهما حاجاته من الآخر يجعل الحياة جميلة ومنسابة انسيابا رائقا

إن جلافة الطرف الذكوري في البعض تمنع المرأة من أن تعبر عن ذاتها أو تمنح الرجل حاجاته، فالطبيعة الشخصية تلعب دورا مهما في فهم المرأة ومنحها حاجاتها، إن وضع الحواجز النفسية هو عامل مؤكد بعدم قدرة الرجل على فهم المرأة وفقدان الحياة الزوجية طعمها الانساني الجميل

الاستسلام للروتين بالغالب يخنق حالة فهم الآخر، وبالأخص فهم الرجل للمرأة ورغم أن فهم المرأة للرجل هو الآخر بذات الأهمية إلى أن الملل يكون قد تسرب إلى الانفوس وأحدث حالة الفتور، فلا يكفي أن ينال الرجل حاجاته الضرورية دون عملية تنشيط واثارة حيوية وتغير روتين التعامل، ولا يكفي المرأة أن تأكل وتشرب وتؤدي واجبا ليس إلا

إن من أشد ما تخافه المرأة أن تتفلت خيوط التشابك الطبيعي بينها وبين زوجها ويصبح اهتمامه بغيرها أكثر، فيهمل حاجات المرأة شريكته ويميل للاهتمام بأخريات، هنا تتعقد الأمور ويتنكر الرجل من محاولة فهم المرأة خاصته ويهملها بصورة سيئة

حين يسيء الرجل إلى المرأة تتلقى المرأة أشد المشاعر السلبية فتنكفئ على ذاتها وهي تئن في داخلها، وبالغالب فإن الاعتذار منها لا يداوي جراحها لا يمسح أثره، وإنما الفعل التطبيقي الايجابي بإرضائها وجبر خاطرها هو من يعدل مزاجها، وسرعان ما تنسى الإساءة ويتبخر الشعور السلبي، وهو أمر قلة من الرجال من تفهمه وتعمل به

معرفة القاموس اللغوي لكل من الرجل والمرأة أمر مهم وإن كان ذلك واضحا بالنسبة للمرأة، فإنه أقل وضوحا عند الرجل لوضعه الحواجز لنفسه تهيبا أو خوفا من اتهام المجتمع له بالمحكوم أو الضعيف، كثيرا ما تبنى السدود لفهم الآخر بسبب مثل هذه المفاهيم والاتهامات المجتمعية، لهذا الرجل العاطفي هو ذلك الذي يمنح الحالة التواؤمية بينه وبين المرأة أهمية أكبر من يعشش بذهن الناس المتقلبين بطبيعتهم وفهمهم للمواقف الانسانية والمتطلبات الانسانية المهمة لحياة سعيدة خالية من العقبات

الرجل يفتقد أسلوب عرض المساعدة على زوجته في الوقت المناسب ، مما يضع الحواجز النفسية بينهما ويباعد عملية فهم حاجات الآخر، إن روح التعاون لا يجب أن تفقد بين الطرفين لأنها تترجم لغة القلوب والعقول وتعزز بينهما الاحترام والفهم


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 22 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا