ما أصعب أن تعيش في بلد يتناول شعبه الجهل كالطعام ، لغتهم العنصرية ، الإنسانية عندهم مجرد حبر على ورق ، عندما تكون وسطهم تشعر بأن الزمان عاد بك إلى الجاهلية بل أضل سبيلا ، إن كنت غنيا ففوق الرؤوس توضع ، أما إن كنت فقيرا فأنت وجزمهم واحد لا قيمة لك في عقولهم ، بين الحين والآخر تشعر بالكلل ، لا طاقة لك على التحمل فتنفجر وتثور كبركان هائج لن تهدأ حتى تفرغ ما بداخلك من طافة سلبية ، مشاعر سيئة وكلمات لا تعرف كيف نطقها لسانك !!
ثم تهدأ وتهدأ وتهدأ وتبدأ في اطلاق الضحكات بشكل هيستيري كأنك مجنون هارب لتوه من مشفى الأمراض العقلية ؛ وبعدها سرعان ما يتحول مزاجك وتبكي في هدوء ومع كل دمعة مئات من الاحاسيس التي لا تستطيع التعبير عنها بأي طريقة سوى ذرف الدموع الواحدة تلو الأخرى ، وبدون وعي تنام كطفل صغير ضاعت لعبته وبعد فشله في محاولة ايجادها وفهم أن البكاء لن يجدي نفعا تنام لتستيقط من بعدها وكأن شيئا لم يكن !!