أنا متأكدة أن الكثير منكم قد تفكّر و تساءل بشأن قراراته في الحياة و شكك فيها و حتى من الممكن أنه قد ندم على بعضها ، أتوقع أن غالبيتنا قد مر بتلك المرحلة التي نكون فيها مشوشين و في حيرة بخصوص أصغر الأمور و أكبرها .
فنُقبل لطلب المساعدة ، أحيانا نتلقاها و أحيانا لا .
و للأسف في بعض الأوقات لا نحصل على المساعدة المرجوَّة بالشكل الصحيح الذي كنا بحاجته ، فهناك مواقف تعرضنا لها و واجهناها خلال حياتنا اليومية كُنّا بسببها تائهين و بحاجة ماسّة للإرشاد و النُّصح .
و بعدها يتسنى لنا أن نخوض الحياة بقدرها الهائل من التجارب ، و نتأذى من بعضها و نتألم ، و نلتئم ، نتحطم ، و من ثم نُشفى . و بعض الأوقات في دائرة الحياة ننسى أن نتوقف قليلا و نتنفس ، نستوعب ما الذي حدث في حياتنا و بالأخص في أنفسنا .
و أوقات كثيرة قد نسأل أنفسنا ، ما هي نوع الحياة التي أريدها ؟ أو ما هي أول خطوة أتخذها نحو واقع أجمل ؟ و تكون الخط الفاصل بين ما كُنّا و ما نأمل أن نكون !
لذلك الأسئلة الصحيحة تحتاج اجابات واضحة و صريحة .
إذاً ما هو أفضل قرار قد يتخذه الإنسان في حياته ؟
الإجابة على هذا السؤال بسيطة ؛ إنه أن تكتشف و تبحث عن نفسك و تحاول أن تعرف ذاتك . لكن لكي أكون صادقة ، الجهد الذي سوف تبذله لتنفيذ هذا القرار ليس بسهولة إجابته .
اللحظة التي تقرر فيها بأن تأخذ الوقت و الجهد لكي تعتني بنفسك من الألف إلى الياء ، من كل جانب من جوانب حياتك ؛ سوف تكون واحدة من أفضل و أعظم القرارت التي اتخذتها في حياتك كلها ، صدقني !
لقد اتخذت نفس القرار هذه السنة و أنا أشكر ربي كل يوم أني فعلت ذلك ، أنا متأكدة بأنه يوما ما عندما ترون الأثر و التغيير الرائع في أنفسكم أولا ثم حياتكم سوف تفهمون جيدا ما كنت أعنيه و ستكونون شاكرين أيضا .
"﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾" - سورة الرعد ( آية 11 )
لقد خصصت هذه السنة بالكامل لي ، عقدت نية واضحة بأني لن أسمح لأي من المثيرات الحياتية أو صغائر الأمور اليومية و المُهاترات ذات اللاقيمة بأن تشتت انتباهي أو تعيقني عن قراري ، و أنا حالياً سعيدة و ممتنة من النتائج .
لقد اتصلت مع ذاتي بطريقة جديدة كليا و اكتشفتني بشكل جديد أيضا ، دلال أخرى افتقدتها بشدة و وقعت في غرامها لأعمق نقطة ، فتحت لها عقلها و قلبها و بالأهم روحها لحياة أفضل, أكثر إشراقا، و صحة لعيشها .
ففي النهاية ، جميعنا نريد أن نصل إلى شعور السلام الداخلي .
"إدراكنا بأن أفعالنا، مشاعرنا و تصرفاتنا هم نتيجة لتصوراتنا و معتقداتنا يعطينا المستوى الذي يحتاجه علم النفس لتغيير الشخصية ." - د. ماكسويل مالتز
كيف تدعم قرارك :
* قراءة الكتب
اقرأ بعض من الكتب أو احضر بعض الدورات التي سوف تساعدك في طريقك و يمكنك حتى مشاهدة بعض من البرامج على اليوتيوب ، سوف أذكر بعض من أسماء الكتب و البرامج التي ساعدتني :
1 - قراءة القرآن الكريم بتأمل
2 - قراءة سيرة الرسول
3 - كتاب رحلة نحو الذات لـ نورة الصفيري
4 - كتاب الثقة بالنفس لـ د. فوزية الدريع
5 - كتاب قوة التحكم بالذات لـ د. إبراهيم الفقي
6 - كتاب العيش الطيب لـ عبدالله الهاشمي
7 - سلسلة الثقة بالنفس - مجلة فواصل لـ د. صلاح الراشد
8 - سلسلة رسالة من الكون لـ د. صلاح الراشد في اليويتوب
9 - برنامج ( و محياي ) لـ د. وليد الفتيحي في اليوتيوب
* الاستماع للبودكاست
الاستماع إلى بودكاستات مفيدة و ذات معنى خلال يومك قد يكون أمر في غاية الأهمية للتغير للأفضل ، مثل التي تهتم بالتنمية الذاتية : رهام بودكاست ، معنى مع محمد الحاجي ، إبصار : لحياة أكثر حياة ، بودكاست أبجورة ، ساندوتش ورقي . أو التي تهتم بالصحة مثل : سيروتونين ، جسدي ، نفس ، جرس إنذار . أو ديني و شخصي مثل : بودكاست سمية الناصر ، بودكاست بعوضة ، رواء بودكاست ، سلطان عداس .
* اكتب و عبّر ، بأي طريقة تُشعرك بالراحة
الكتابة قد تكون مُحرّرة لنا أحيانا ، خاصة لأن بعض الكتب التي ذكرتها ساعدتني لإدراك ذلك لأن بها تمارين رائعة و مهمة جدا ، لقد استمتعت و حتى بكيت عند حل بعضها ، و مهم جدا في طريق هذا القرار أن تُعبّر عن كل ما تشعر به بأي طريقة تريد و تخرج كل شيء ، لا تدع أي شيء داخلك .. افعل ما يسعدك بكل حرية .
على الرغم أن هذه السنة ( سنة الكورونا ) لم تنتهي بعد و لكني أكثر من سعيدة بها ، من ناحية كانت الأسوء و من ناحية أخرى كانت الأفضل ، أتطلّع قُدما لما هو قادم في الشهرين المتبقيين .
-
دلالخلقت لأسعى و اخترت أن أجتهد في مسعاي و مؤمنة بكل ما أنزله ربي . محبة و عاشقة للفن