مدينة أرواح الأبرياء
مدينة الابرياء من قبل
نشر في 24 ديسمبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أنظر معي في المشهد الأول إلى تلك المدينة التي أصبحت ذكرى بعد أن كانت أجمل بقاع الأرض ودائمة الخضرة ، وشعب رغم فقر عيشته غنيٌّ في فكره بجيله الجديد .
في المشهد الثاني أراد هذا الجيل أن يفكر ويطالب بحقه في هذه المدينة ، قاموا بتنظيم التجمعات السلمية للذهاب إلي حاكم المدينة يطالبون بتلك الحقوق ، ثم بلا مقدمات تم ردهم من الحاكم وجرّمهم وعاقبهم ، هكذا تصبح النتيجة في تلك اللحظه ، فالتفكير في الحق جريمة في هذه المدينة بالنسبة للحاكم .
نأتي للمشهد الثالث ثار فيه أهل المدينة لإخوانهم الذين أجرموا بتهمة الحق ، لم يصبر عليهم الحاكم وألقى عليهم بجنود موكلون بقتلٍ دون رحمه ، هاجر الكثير من أهل المدينة من الشيوخ والنساء والأطفال إلى البلد المجاور حتى يفروا من تلك المجازر ، كان هذا الحاكم غريب أمره! لا يستطيع إطعام الفقراء المطالبون بحقهم ولكن لديه المال لمحاربة أهل هذه المدينة! في بعض الأحيان أحتاج إلى السيطرة على هذا العالم حتى أصلح بعض الأشياء فيه.
تغير معالم المدينة
في المشهد الرابع كانت المدينة تعج بالمظاهرات ، أولائك الذين يجاهدون لرد كرامتهم وإثبات شجاعتهم وإقدامهم ، ونبذة أمل لينجحوا كما نجح من قبلهم إخوانهم في البلدان الأخرى ، ترديد الهتافات ورفع الشعارات ، لا ييأسون رغم تزايد عدد الشهداء ، مدينة صامدة وأقسم شبابها ونسائها وشيوخها أنهم صامدون حتى أخر نفس فيهم ، وكانوا النازحين من المدينة عادوا في عربات تمر حتى تقف بجانب المظاهرات كما أمر الشيوخ الكبار من السائقين ، حيث بعدما كانوا نازحين في البلد المجاور تم ردهم بحجة أنهم يضيقون على أهلها من مسكن رغم نزوحهم في مخيمات !
في المشهد ماقبل الأخير كان هناك طفل صغير بداخل العربة يلمح نجماً في السماء ، كان ذلك الطفل يدعى شهاب ، مستمتع بالنظر إلى هذا النجم الذي يضئ في السماء ، كان هذا النجم يكبر ويقترب شيئاً فشيئاً ، وكان الصغير الذي يبتسم ببراءة لا يعلم أنه نجمٌ من صنع البشر ، الناس بدأت تصرخ من حوله حتى ضمته جدته ولم يستطع الرؤيا مجدداً ، وتلى النجم الذي كان في ذهن الصغير عدة نجوم وأبادت المدينة كلها ، كانت البيوت هدمت ، والمدينة الخضراء أصبحت جرداء الأن ، والنسيم الصافي الذي كان يروي النفوس أصبح غازات سامة تقتل النفوس ، ولو نظرت بالقرب من سهول المدينة التي كانت تروي خضار الأرض ، أصبحت دمائاً جارية ، وروح براءة طفل من بين آلاف أطفال المدينة ضاعت و معها كل معاني الرحمه و الإنسانية ، وحاكم ظالم أباد تلك المدينة ، لازال خالدٌ في عرشه ولا يحاسبه أحد .
المشهد الأخير هنا هم نحن….نعم…. نتابعهم على الشاشات وننتظر من الفائز ومن الخاسر ، وهل سينتصر أهل هذه المدينة أم لا ، لكن في الحقيقة الأمر ليس بشأن الفوز أو الخسارة لأننا جميعا نخسر عندما نرى من يتغذى على أرواح الأبرياء وننتظر الفرج ، ولما لا ؟ قد يأتي الدور علينا أيضاً تختلف فيه المدينة ولكن بنفس كل مشهد .
-
yahya mohamedإن كنت تريد تخليص حقك في الدنيا لزماننا هذا فعليك بالكتابة.
التعليقات
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169).
عشت تفاصيل المشاهد بمشاعر مختلطة بين حزن ويأس وبقايا امل..
تحية ود لك اخي ولذلك الصدق الذي اختصر المشاهد بكلمات تلامس مشاعرنا الإنسانية.
أحسنت التذكير بأنه قد يأتي الدور