منذ حوالي شهر قرأت خبراً في إحدى المواقع كان نصه كالآتي: إختتام فاعليات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته الأربعين بعرضه نحو 300 فيلم روائي من أكثر من 70 دولة.

أخذني الفضول لأعرف ما هو الفيلم أو الأفلام المصرية التي شاركت بها مصر في هذا المهرجان السينمائي العالمي، فبالتأكيد مصر في ظل وجود 300 فيلم وأكثر من70 دولة ستكون من ضمن المشاركين، فقمت بالبحث لأعرف تفاصيل أكثر عن هذا الخبر فوجدت تمثيلاً أردنياً ولبنانياً وقطرياً وتونسياً وفلسطينياً، وصُعقت عندما لم أجد أي تمثيل من وسط ال 300 فيلم و ال 70 دولة للسينما المصرية

صدمتي لم تطل عندما إسترجعت سريعاً حصيلة إنتاجنا السينمائي لعام 2015 فكانت أبرز الأفلام التي قفزت في ذهني سريعاً حينها أفلاماً مثل "كابتن مصر" و"حياتي مبهدلة" و"يوم مالوش لازمة" و"عيال حريفة" إلى آخره من تلك السخافات

تخيل معي ماذا لو تم عرض فيلم مثل "عيال حريفة" في مهرجان تورنتو السينمائي؟؟

وإبتسمت عندما تذكرت أن أكثر فيلم يُعتبر قد حاز على رؤية نقدية جيدة بالإضافة إلى إشادات الكثير من الجمهور لهذا العام كان فيلم "قط وفأر" وهو فيلم أيضاً بسيط للغاية لا يصلح هو الآخر للعرض حتى في "مهرجان شبرا السينمائي"

في فبراير الماضي وبينما كان فيلم أبرز أفلام السينما المصرية لهذا العام "قط وفأر" يُذاع في دور العرض، كان المخرج الإيراني "جعفر بناهي" يُتوج غيابياً بجائزة "الدب الذهبي" في مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه الجديد TAXI ، جعفر بناهي الممنوع من قبل السلطات الإيرانية من صنع الأفلام أو إجراء مقابلات أو حتى السفر إلى الخارج، إستطاع أن يتحدى هذا كله وقام بتصوير فيلمه بالكامل بداخل إحدى التاكسيات واستطاع أن يقوم بتهريب الفيلم إلى "برلين" والفوز بجائزة "الدب الذهبي" وهى أبرز جوائز المهرجان على الإطلاق

في أغسطس الماضي توفي "نور الشريف" عن عمر ناهز ال 70 عاماً وكانت آخر أعماله الفنية فيلماً يُسمى "بتوقيت القاهرة" وبالتأكيد لا يُمكن إدراجه ضمن أفضل أعماله

في العاشر من أكتوبر الحالي إجتمعت اللجنة المُكلفة من نقابة السينمائيين لإختيار الفيلم المصري الذي سيُمثل مصر "هوليود الشرق" في مسابقة "الأوسكار" لأفضل فيلم أجنبي، فأرادت اللجنة تكريم "نور الشريف" بعد وفاته بالإضافة إلى ضعف الأعمال السينمائية الأخرى، فقامت بإختيار فيلم "بتوقيت القاهرة" لتمثيل مصر في "الأوسكار"، وقاموا بإرسال الفيلم إلى لجنة الترشيحات الخاصة بالأوسكار ولكنهم فوجئوا بالرد جاء إليهم بأن باب التقديم قد أُغلق، وأن آخر موعد لتسليم الأعمال كان منذ عشرة أيام وبالتحديد في الأول من أكتوبر وذلك "بتوقيت واشنطن" وليس "بتوقيت القاهرة"

وبالبحث عن كيف حدثت تلك المهزلة؟ لن تجد أي بيان رسمي أو تصريح واضح من النقابة، ولكنك ستجد تصريحاً أهم لأحد صُناع الفيلم يقول فيه: الحمدلله إن نور الشريف مات قبل ما يشوف المهزلة دي

والصحيح أنه: الحمدلله على هذه المهزلة والتي لولاها لتم إرسال الفيلم، وكنا تسببنا نحن في وفاة أعضاء لجنة الأوسكار مع أول نصف ساعة من الفيلم أو عضو واحد على الأقل وذلك أضعف الإيمان

إذاً سيمُر "الأوسكار" كما مر "مهرجان تورنتو" وكما مر وسيمر العديد من المهرجانات الأخرى دون أدني مشاركة من "هوليود الشرق" التي صارت الآن "لول يوود الشرق"