شوق - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شوق

  نشر في 25 ماي 2017 .

أشتاق إليك ، أقلّب كفيّ بيأس ( و كيف سمحتُ للغربة أن تغزونا ؟و كيف سمحتُ لفصول الفرقة أن تعانق تقويمنا ؟ ).

أحبكِ ، تملئين عليّ المكان ، كل ما حولي يسترجعك، كل ما حولي يستجدي الدمع و الندم .

قلمك المُهدى إليّ يُعانق أناملي ، و أزاهيرك البيضاء و الحمراء تستلقي على الطاولة بكسل .

خطك الجميل المُنمّق يملأ دفاتري ، و رائحتك تعبق بثيابي و التفاصيل .

أحبكِ ، أنبش داخلي لأستخرج طعم قبلة لأعاود لثمها . أفتح صدري للريح و أتذكّر انجذابك نحو ضلوعي ، فأحضن مكانك الخالي على كتفي ، و أمسك بكفي على مكان شعرك المُعتاد على صدري .

أغنية عابرة تثير حزني ، فيتصدع تماسكي و أبكي .

و ماذا أقول ، و أنا من رصف العمر أزاهيراً على مفترقات الطرق ؟ و أنا من نذر نفسه قرباناً يُذبح كلما زارتك الأنفلونزة ؟

أتذكّر ، كم كان قتلي وحشيّاً ، أتذكر ، كيف كانت الانفلونزة تُقيّدني من عِظامي و ينهال عليّ سعالك ضرباً و تجريحاً .

أتذكّرك تلجئين ليلا لصدري و الدموع تُغرقك هلعاً و خوفاً ( كان ضعفك ضعفي ، و مازال )

أحنّ إليكِ فأصكّ وجهي ، يا الله ، و ماذا تفعلين من دوني ؟ و من يسهر قربكِ الليل ليُهيل عليك الغطاء خشية البرد ؟

و من يطيل التأمّل بعينيك ليُعيد تشكيل الجنة و أزاهيرها ؟

من يطلق أصوات ضحكاتك لتتجاوز عنان السماء ؟

و من يُدفئ معصمك في مشاويرك الليليو الشتوية ؟

تخطرين ببالي ، فأهجم على صورتك ، ألثمها ، أضمّها لصدري ، أتذكّر أشيائنا الصغيرة ، أوانيك المرصوفة أمامي ، ثيابك ، فساتينك المُشتاقة إليك ، زهوري المُنتظِرة يوم حجها إليك ، أغانينا الضَجِرة ، كتابك المتمامل في مكتبتي ، كلنا مشتاق ، و كلنا ننتظر .

وحدها الساعة تتابع ما يجري بحياديّة و برود ، تكّاتها الآسفة تُساير حركات عقاربها المميتة غير المنظورة .

جرس الهاتف يقتلع صمتنا و ضجرنا ، أرفع السمّاعة و أغلقها دون أن أردّ .

مشتاق أنا ، و متلذذ بضجري و الانتظار .


  • 3

   نشر في 25 ماي 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا