و يأتيك مجموعة من المتفلسفين المُحَبِّطين..

الذين إذا سألتهم ماذا يفعلون...

سيقولون ...

"نحن من الحرب ... محبطون

انظروا لهؤلاء... فقد مات كثير من شعبهم و هم يرددون...نحن المنتصرون

انهم فاقدون للإنسانية باستمرارهم في اعتبار انهم مقاومون.

انظروا إلى ارضهم فقد اصبحت خرابا... و هم لا يستسلمون

على المقاومة مصرون و  على حمل السلاح لا يتنازلون

ويلهم لقد فقدوا انسانيتهم فهم للموت باحثون

و للعالم يقولون ...إما التحرير و إما مستشهدون..."

حسنا يا فهيم... يا من تعتبر نفسك من الحكماء و المتفلسفين 

أنت فجأة اصبحت لديك نظرية عن هؤلاء المقاومين

الذين اغتصبوا في ارضهم عشرات السنين

و الذين لم يعيشوا طفولتهم إلا تحت تهديد المسلحين المستعمرين

و الذين مرت عليهم حروب و مجازر حتى قبل ان يظهر منهم مقاومين...

ما بالك اليوم تكرههم و تقول عنهم كلام المُحَبِّطين.

أين كنت حينما كانوا في ديارهم صابرين

على وعود عرب مثلك قالوا بمد يد العون لاجل السلام...فكانوا منتظرين

لم تكن تسأل حينها عباس...

ايا عباس ما جنيت من سلامك مع المستعمرين؟

ايا عباس... ما كل هؤلاء الأطفال في سجون المحتلين؟

ايا عباس.... و ما كل هؤلاء اللاجئين؟

ايا عباس... و النساء يدخل عليهن في بيوتهن الاف المسلحين؟

ايا عباس... أين الوعد المنتظر...و اين الارض و الشجر؟

يا عباس ما كل ما على هاته الارض من القهر ؟

أنت لم تسأل عباس...و لن تسأل عباس و لم تسأل عن احوال الاطفال هناك و كل الناس

و جئت اليوم....جالس في بيتك هنيئا مرتاح البال...

تقول للعالم... الضحية هنا هي السبب في شقائها...

لو لم يكن السابع من اكتوبر لما كانت غزة اليوم تحت انقاضها...

الا تعلمون أن قاتلكم متوحش يملك العالم... فهذا واقعها...

لو سلمتم له  بالسمع و الطاعة ...لاندثرتم بهدوء من على ارضها...

أو لم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها...

لا حرب و لا سلاح ... فالانسان اولى ما فيها ... 

ما كنت اريد ان ارى امواتكم و احزن على مصابكم و اضطر لمشاهدتها....

فيجيبك مقاوم لم يعرف طعم الراحة منذ شهور و لا يأبه بها...

"اسمعني يا شبه الانسان... هذه ارضي و مقبرة مستعمريها...

اذهب إلى فراشك و نم كالنعامة رأسك مخبأ تحت مخدتها...

لا تتكلم حين يتكلم الرجال...فللرجال صفات أنت لم تستوفيها...

خوفك ظاهر في عينيك من فقد هدوء حياتك و رغدها....

لا تفكر في مصيري و ارضي... فأنت أسوء من محتلها....

لا حق لك في التقرير متى ينتفض شعبي و بأي شكل ينتفض و تحت أي جبهة...فللشعوب حق تقرير مصيرها.

انتقادك لمقاومتي الباسلة لعبة فاشلة و لن ينجح سعيك لشيطنتها...

و الحق بات واضحا للعالم و لكل عين تسعى لرؤية حقيقتها...

فأنا الحق...و لي الحق في كل خطوة خطوتها...

و شعبي الملكوم بيد قاتله و مغتصب ارضه ... سيحيا معتزا أنه ظل صابرا بها.

و أنه لم يسلم مفتاح بيته مستسلما كما كنت ستحكي عنه كقصة أخرى رويتها

انه في الماضي باع للصهيون ارضه بأكملها

تبا لك و لاشباهك و لكل حاقد على ارضنا و المقاومة و شعبها

اصمت فأنت لا حق لك على هاته الارض...و كلامك لن يكتب تاريخها...

كلماتك سم ستختنق به قريبا... و كل من تغنى بها.

لخوفك من الحق ...و حبك للعبودية... و حقدك على كل من يسعى للحرية جاهدا لا يعرف غيرها. "

انتهى