صخرةٌّ في صقليّة !
مرحبًا مجددًا يومَ أن التقينا وعزَّ اللقاءُ ، سابِقهُ يومَ البين لٱخرَانا ، هذِه دُنيانا ، رٱينا ٱلم البين ، وشهقنا معًا أنفاسُ اللُقي ، ٱنت تَري بعيناي رحلتا كِلانا ، ولا ٱحد بالعالم سِوانا علي دِرايةٍ بِها ، دعْنا نمّر بأسواق الحرير ، أو نخترق حانات الوِلاية ، تُري إلي أيّ أمرٍ قد يعرفه الجميع عن رِحلانا ! بطبيعةِ الٱمر نحنُ فقط نتراقص علي ألحان ما شَهِدنا !
انظر هُناك قُرب مليكةً يهودية ، صائغٌ بينَ ٱسواق الخبزِ لمعدومِي الوِلاية تسكنه مليكة شخصٍ لا تخطّ قدميّ طليعته سِوي ٱمِيرات السلالة وبعضًا من مرتشون الدولة !
هُناك تحديدًا شِجار بين حبيبين ، للوهلةِ الٱولي عرفت أنا وإياك أن خطبٌ ما نشب بين كلِيهما ، كعُشاقٍ مرّ بذي قبلٍ، لكنِ ليس من الوقت متسّعٌ لنسكن القربَ منهم لنعرفَ أكثرَ عنْ ما يجول فدعهم من أمرِهم ودعْنا نتراقص مجددا ، فنحنُ بسليقتنا أحرارٌ ، ويجعلُ الحبَّ مِنّا فراشات بريّة ، تضادْ بِنا فِطرتنا الفضولية لنعلمَ الخطبَ ، ولكن الٱمر مملاً بعض الشيء ! مملٌ حقًا !..نحنٌ ٱحرارًا...
فماذَا لوْ بالعمدِ إثما ارتكبتُ لأزّج بقفصٍ قد أعدمني حريتي ، وبقي الٱمر هُنا حتميًا ، حيث تُوضع سُجون صقليّة ، وغيْرِها من مزادات الرقيقِ السّود ، علي مشارِف ٱلأنظارِ كُلها ، سيصبح انصاتِي لشجارات الٱحبّاء وسيلتي الوحِيدةُ للتسليّة ، والهربُ هنا ليس خيارًا ، إن لم أُقتلُ فانا هُنا أمضي العُمر ، ٱري ، ٱري دُموع الأخوةِ علي تأبين كِبارهم ، وصُراخِ نِساء يتدفقن من الوراء حيثُ تسكنُ دايّة ، بالطبْع علي وشكِ وضعِ طفلا ٱخر، اقتطاب وجه التُجار ، فشبَحُ الدين مازال يُلاحقهم ، أمّا أنا فلَا دُنيا لِي ، تبّعُ تتناسل الضحكات عبثًا ما إن ضحِك الفتي ، وتنسَدِل بالغيم قِصرًا لبكاءَ عجوزٍ هُنا ، أمرًا مُزعجًا ألا تمتلك من الحيّاة دُنيا ، ولِكن بداخلٍ الحِلكة لا تنفكُّ الرحمات ، مازٍلتَ تشعر وإن فقدت دوافعك الداخِلية ، فالعالم حولَ الأسر لم يُفقد..فماذا لوْ كنتَ صخرةً فِي صقليّة ؟!
أمواجَ صقلية هِي خيارٌ لمْ يُجابهه ٱخرَ ، مهموم أنت ، فهيّا بِنا ، أحببتها ، فلنا هُناك لِقاء ، أنتهي دربنا ، فبحور صقليّة هِي الشاهدِ والرائي ، عائِد من مراسم دفنٍ ، فأي دربٍ قد يبتلع دُموعك سِواه ..فمَاذا لو كنتَ صخرةً هُناك ، بعضًا من جزيئات عبثية ترمقت لتُصبح أمرًا صلبا تخترقه موجات الٱلم والفرح وهو كيومِ أن خُلقَ لا يَعرفُ ما يعَني ذلِك الشعُور ، أنتَ لا تذكرُ حِين أصابتك حدّة الاكتئاب ، ومضيّت عُمرّا ، يتهامس علي أذنيك الكثيرَ، وأنت لا تعلمَ شفرة تلك الهمسات ..هكذَا الٱمّر !
لا خيّار لَها بالهُروب ولا لذّة لها أن تعيشَ المشاعِر أجمعها ، ولا حياةَ لها قبلٌ قد عاشتها ، شيئًا قد شهدِ الزمان أجمعه ولم يشهد شيئا..
أحملُها اليومَ فتنساجُ دموعي ، وتنْهب الحُرقة قلبِي ، أضمّها نحوَ أذنّي ، فأسمع !!
هذا صُراخَ الاسِكندر يوم أن خفق علي ضمّها لولايْته ، وهذا صراخُ سُليمان يومَ أن جعلّ مِنها مقبرّة لعدوّه..
تلك ضحكّات المقدونّي بالطبّع يومَ أن شارف دنيّاه وليّا لعرشّه..
وهذه حِيرة بائِع الٱسماك قُرب فصل الشتاء ، وتِلك ،تِلك ٱصواتِي أنا يومَ أن افترقنا ، ما بينَ أُخري وٱُخري أحقاب لا تكفي قراطيس رُوما تسطِيرها..
ألقاها مِن كلّ عامٍ يوميّن !
عِيد الحبُّ..أتهامسُ بِها حُكي العُشّاقِ
عِيد الٱلمِ..كيْ يُحيي قلبِي ولا يموت..
هذِه أنَا:
ٱيه عبدالله♥
-
ٱية قنديلجرّاحة قيد الإنشاء لا ترهب من مسلمات الطب سوي لحظات الوداع وكاتبة تخفي ايامها وراء ثقل اللغة♥