الصورة الكبرى .. أين نحن منها؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الصورة الكبرى .. أين نحن منها؟

  نشر في 09 ماي 2016 .

تعرف/تعرفين تلك الفيديوهات التي تبدأ بشاشة سوداء، ثم تدريجيا تظهر صورة الكرة الأرضية، ويبدأ صوت هادئ في التحدث .. يتحدث عن البشرية -عنا نحن-، عن منجزاتها عبر التاريخ، سيرها في كل الظروف، تخطيها لكل التحديات، عن مسيرتها الطويلة وما قدمته؛ استكشاف الفضاء، علاج الأمراض، إيجاد الحلول … هذه الصورة الكبيرة المذهلة لتاريخنا .. أعني الجانب الجيد منه طبعا!

دائما ما تشعرني بشعور عميق (جداً!) في داخلي .. في كل مرة أشاهدها!

لكن!

إذا ما فكرنا فيها قليلا وتعمقنا في تفاصيل هذه الصورة الكبرى، واستمررنا في تقريب هذه الصورة حتى نصل إلى حياة كل فرد من مجموع هذه البشرية، واطلعنا على يومه العادي جدا؛ بداية صباحه، عمله، روتينه اليومي، نومه .. ذلك الفرد الذي هو أنت، أنا، أي أحد.

نجد أن هذه الصورة الكبيرة تغيب، ويكون اليوم الذي يعيشه الواحد منا يوما عاديا في الواقع، وليست فيه تلك النشوة والمشاعر كالتي نشعر بها مع تلك الفيديوهات!

لكن .. أليس من ساهم في صنع هذه الصورة الكبرى .. كان يعيش مثل هذا اليوم العادي!؟ *والسؤال الآخر الأهم* هل هذا يعني، أنه أنت أو أنا يمكن أو بالأحرى (بالفعل) يساهم في صياغة هذه الصورة أيضا من خلال ما يقوم به؟؟

وما أعنيه من “ما يقوم به” يمكن أن يحمل أكثر من معنى ..

هل أعطي تلميحا؟

كالوظيفة التي تعمل فيها مثلا،

أو أي مساهمة تساهم فيها في المجتمع ..

أو هواية ممكن؟

أو حتى أذى أزحته من الطريق .. ممكن؟

إذاً .. هذا يعني أن شعورنا بأهمية ما نقدمه يمكن أن يغيّر الكثير!

أن تجد قيمة فيما تعمل

إن أي شيء تقوم به (مهما كان)، يمكن أن تنظر إليه بنظرتين: الأولى هي باعتبارك أنه مجرد شيء “عليك” القيام به، يتجرد تدريجيا من أي معنى، فقط عمل وخلاص .. أما النظرة الثانية الأكبر لنفس العمل، تجعلك جزءا فعالا من تلك الصورة الكبرى (a Team Player).

لديك القرار في اتخاذ النظرة التي تريد .. في كلتا الحالتين الجهد هو نفسه، نفس التفاصيل، نفس المهام. وعندما تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، إلى اعطاء هذا العمل الذي تريد تقديمه أغلب وقتك، إلى أخذه نحو مستويات جديدة كلياً، فأي نظرة ممكن لها أن تصنع الفرق؟ خاصة في مواجهة تلك التحديات (التي يجب أن تظهر!).

في كثير من الأحيان (للأسف) النظرة الأولى هي التي تطغى بشكل أكبر، بسبب كثرة التفاصيل التي يواجهها الشخص في يومه، والتي يجب عليه أن يتعامل معها .. هذه التفاصيل، لا علاقة مباشرة لها بالصورة الكبرى تلك -مع أنها جزء منها-، لذلك هذا يعتمد بشكل كبير على نظرة الشخص لجهده ولما يقوم به.

البطولة ليست فرداً

من الأشياء التي وضحها المفكر مالك بن نبي في كتابه (شروط النهضة) هي مفهوم البطولة، بأنها ليست جهد فرد واحد بطل .. ففي الماضي كانت البطولة تتمثل في جرأة فرد، في قصص ممتعة تحكى للناس، عن بطولات فلان أو فلان الآخر (الواحد) .. وإنما البطولة هي تكاتف مجتمع بأكمله، في نهضته، مجتمعا واحدا يكمّل الواحد من أفراده الآخر.

فالموضوع يعنينا بشكل مباشر، ولكل فرد دوره الخاص في صياغة تلك الصورة الكبرى التي تحدثنا عنها، دون لزوم كونه بطلا من الأبطال، فلكلٍ طريقته .. أهم شيء هو أن تستشعر هذا المعنى في كل شيء تعمله، مهما كان الواقع مستمرا في محاولاته بألا يثبت ذلك لك .. فالاعتماد عليك في ذلك .. والتاريخ البشري من تلك الصورة الكبيرة يثبت ذلك.

إذا أعجبتك المقالة (أتمنى!) .. شاركها .. وشارك في رأيك عنها .. فالأمر لا يتوقف عند المقالة .. وإنما يبدأ من عندها!



   نشر في 09 ماي 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا