ممارسي الصحة بين الواقع و المأمول - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ممارسي الصحة بين الواقع و المأمول

سميرة بيطام

  نشر في 18 ديسمبر 2017 .

كلنا نعرف بحسب مستوياتنا العلمية و الاجتماعية أن الادارة الصحية في المستشفيات أيا كان نوعها عام أو خاص ليست تخلو من المشاكل المسكوت عنها ، و هذا السكوت ربما يعود لعدم رغبة من المسيرين في حلها أو ارادة قوية في أن تبقى المشاكل معلقة و بغير حلول ، حتى لا يعرف صاحب الحق حقه أو ربما حتى لا يبدو عيب القانون واضحا لمن يريد تطبيقه بفراغاته .

دائما ما أقول و لا زلت أقول أن أصعب الميادين في التسيير هو قطاع الصحة لحساسيته و لافتعال بعض المشاكل فيه حتى تبدو لا المساوئ من المحاسن و الأكثر دهشة حتى يظل المريض يتنقل فيما بين موعد و فحص و علاج و لما لا استشفاء.

ابقوا معي قليلا مركزين و لن أطيل عليكم لأن مقال اليوم مجرد مقدمة لما سيليه من دراسة ميدانية ثم مزاجي قد لا يرتب الكلمات متسلسلة لما أراه يوميا من اخفاقات و نجاحات ، و لك أن تتخيل أيها القارئ حينما يمتزج نجاح جراح بارع في أسوأ ظروف عمل مع فشل مسير في أن يحقق مستوى معينا من ظروف العمل الجيدة ؟؟.

و أحيانا أمثل دور المريض المقبل من مكان بعيد و قد قطع مسافة طويلة حتى يفحصه طبيب أو ربما ليقرر له موعد العملية الجراحية أو حضور امرأة حامل مقبلة على الولادة و تبقى في قاعة الانتظار ساعات طويلة من غير أن ترقى لمستوى عال من التقدير و الاستقبال ، أرى في بشر اليوم و المهنيين خاصة أنهم تجردوا تقريبا من كل صفات أخلاق المهنة التي يمارسونها فبالكاد ترى أحدهم يرسم ابتسامة صادقة و نابعة من قلبه لأنه مثقل بعدد كبير من المرضى كأرقام في عقله و الذين يجب أن يفحصهم و المثال يقاس على المنظفة التي تغدو ذهابا و ايابا لتنظيف الرواق أو أرضية المصلحة كاملة و الغير مار أو مقبل و لا أحد يعبث بتعبها...ترى لما كل هذه اللامبالاة ، هل لأن المنظفة لا تستحق الاحترام بسبب مهنتها البسيطة جدا ؟.

ثم لماذا يقدر أناس من هنا و هناك أصحاب النفوذ و العقيدة المسلم بها هي عقيدة أخلاق حيث ذهبنا و أينما حللنا ، بالإضافة الى ظاهرة اخفاء الوثائق الادارية و المستندات البحثية أو الدراسية من فوق المكاتب و عدم اظهارها لمن يريد الاستفادة منها على نحو مشروع من الاطلاع ، اذا اخفاء و عدم ثقة في الطرف الآخر و تلاعب بمصير الضعفاء و الفقراء لأنه ليس لديهم قوة يحتكمون اليها أو لأن لغتهم لا تكفي لرد الاعتبار لهم ، يا سلام على احتقار زمن عابر هو في حقيقته ذرات رماد في أعين أناس لا يحملون عنوان الأخلاق لافتة واضحة المعالم و المعاني ، ليس لأن جيل اليوم يختلف عن جيل الأمس و ان كانت لدي نظرة مخالفة تماما حينما أستمع لجمع من النخبة يقولون لي جيل اليوم لا يمكن التحكم فيه و لا يمكن توجيه سلوكاته ، فأغرق في التفكير و أرد بثقة كبيرة من أن جيل اليوم هو الذي نعول عليه لأنه ذكي جدا و كسول قليلا و يتفاعل بحسب الظروف و الأشخاص المحفزين له و بحسب المعطيات الموجودة أمامه.

قلت هي مقدمة و لكم أن تتخيلوا تسيير الادارة الصحية مع جيل يرتدي مآزر بيضاء منهم الجراح و الصيدلي و جراح الأسنان و المخبر...

لي قناعة واحدة أني متفائلة بجيل اليوم ان ما أحسنا احتوائه بتصحيح سلوكاته المتهورة و الخاطئة بكثير من الذكاء و الصبر بعيدا عن كل تجريح ، لأنهم حساسون جدا و بإمكانهم التعبير عن رفضهم لمن يجرحهم بطرق قد تؤدي الى الخسارة و انهيار البنى الفوقية لأي حضارة بلد.

تبقى الادارة الصحية هرم التوجيه لطاقات ينظر اليها من زاوية الجيل المعول عليه فقط فلنحذر في التعامل معه و لنعرف كيف نكون فيه شخصية قوية تعرف كيف تمزح و متى و تعرف كيف تكون جادة و متى و كيف..

رسالتي الى جيل اليوم : اخضعوا لنداء الأخلاق و التزموا قوانين الادارة الصحية و تفاعلوا بشكل صادق مع المرضى تكمل رسالتكم النبيلة في قمة الأزمة الاقتصادية التي ضربت

بعض الدول العربية و انهكت قواها في أن تحتوي نقصا فادحا في الموارد ، و لكن تبقى الادارة الصحية من أصعب ميادين الممارسة المهنية لأنها ليست خالية من الرداءة في الموارد البشرية و مناهج الادارة المستعملة حاليا و التي هي اليوم بحاجة لإعادة نظر و تعديل القوانين لتتماشى مع مستلزمات التطور و استغلال الطاقات البشرية أحسن استغلال

و للأطباء و الممرضين جانبهم من المعاناة يلزم الأمر افراد مقال عن كل فرع لنبل المهنة التي أقسموا بآدائها بطهر و رفعة أخلاق..أحترم كل من يعمل في الصحة أيا كانت رتبته و أيا كان مستواه ، فالصحة هي الصح في حياتنا و علينا ترقيتها و لو بنظرة تفاؤل...


  • 2

   نشر في 18 ديسمبر 2017 .

التعليقات

بسمة منذ 6 سنة
أزمة منتشرة ومستمرة ونجدها في كل مكان للأسف ،
شكرا لتسليطك الضوء على هذه القضية التي لا تنتهي ؛ لعل وعسى يعي الناس ويتثقفو فيها ، فنتحدث عنه ولو بشيء يسير خيرا من ان نسكت ونظل مكتفين بالمشاهدة ؟!! ...
دمتي بسعادة دكتورة سميرة `
0
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
والله الاسف على المستشفيات ،ولقد رايت فيديو قبل ايام لطبيب من ولاية سطيف يكاد يبكي لمعاناة المريض،ونقص الامكانيات في مستشفى ولاية سطيف،تنهب الاموال الموجهة لاصلاح المستشفيات ،تضخم الفواتير ،يضيع جهد الطبيب الجيد ويياس احيانا من نقص الامكانيات ،يتعرض المواطن احيانا لسوء معاملة ،سيدتي هي ازمة صحة واخلاق معا،انا لا اعمم و كم من شخص نبقى متعجبين لطيبته،طبيبا وممرضا،ويبقى اخرون يسيؤون الى قطاع نبيل،متفائلون ،ولكن قطاع الصحة يلزمه اهتمام اكبر ومحاسبة اكثر ،فثمن اهماله حياة انسان.دام قلمك سيدتي.
1
.سميرة بيطام
الصحة قطاع حساس و صعب ادارته ..ثم فيه مسؤولية ثقيلة جدا لا يعيها الا من هو في الميدان..يبقى نسبة الرداءة متفاوتة من مسشتفى لآخر و من فئة عمالية لأخرى و طالما لا يجود عدالة و نزاهة سيبقى الأمر على حاله..تحياتي لك سلسبيل

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا