يلعب الافراد داخل المجتمعات المحلية دوراً هاماً في منع المخاطر والمشكلات التي يواجهها من خلال الأوضاع التي يعاصرها ويعمل على الاستجابة لها.

حيث يجتمع الافراد و يتشاركون مكاناً جغرافياً كالحي أو البلدة أو المدينة. مثلاً، ويتفاعلون فيه لطرح همومهم كالأمان أو السكن أو الخدمات الأساسية وكذلك تحديد المشكلات والاحتياجات فيه وتوفير الموارد المتاحة لإحداث التغيير الاجتماعي , ايضا كيفية تفاعل الافراد وتواصلهم مع الآخرين و إقامة العلاقات الاجتماعية في المحيط الذي يعيشون فيه وكيف يمكنهم أن يكونوا أصحاب تأثير على من حولهم , وذلك من خلال التعامل معهم بإيجابيه وتحفيزهم ومساعدتهم على مواجهة مشاكلهم وتحقيق اهدافهم بالإضافة إلى ذلك فهي تعمل على توجيه الأفراد لتجنب السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالمرافق العامة وممتلكات الدولة.

حيث يعتبر التنظيم الاجتماعي من الآليات المهمة للتحكم في سلوكيات الأفراد، كما يعتبر من الأساليب المحافظة على النظام والاستقرار، ويتم إما من خلال الأعراف السائدة أو القوانين النافذة، وعندما يبسط نفوذه من خلال الأعراف السائدة وموروثات العادات والتقاليد، يشكل سلطة اجتماعية قوية ذات تأثير مباشر على الأفراد.

وتساهم هذه السلطة في ضبط سلوكيات الأفراد وتشكيل طباعهم، وصياغة الأخلاقيات الاجتماعية والنفسية والعاطفية والثقافية لديهم، كما أنها تنهى عن الانجراف في الضلالة والضياع في متاهات الحياة، وتعمل بشكل تلقائي في إطار المقبول اجتماعياً وضمن المتفق عليه، من خلال آليات وأدوات مختلفة، منها المدح والقبول والدعم المعنوي كوسائل للتوجيه الإيجابي، والنبذ والذم والعزل الاجتماعي كأدوات عقاب.

ويأتي الأثر الايجابي عندما يكون الافراد متعاونين فيما بينهم , فالتعاون له أهمية كبيرة جداً في نهضة المجتمع وتنميته وجعله من المجتمعات الراقية ، فإذا نظرنا إلى المجتمع الذي يكون أفراده متعاونين ومتشاركين في حل المشاكل التي تواجهه ـ نجد هذا المجتمع ناجح بالفعل ولا تقابله أي مشاكل او عوائق، وعلى العكس تماماً إذا نظرنا إلى المجتمع الغير متعاون ويوجد في أفراده الأنانية وحب الذات والتفكير في النفس والمصالح الشخصية نجدة متأخر وجاهل وسط بقية المجتمعات .

ولكن مع معرفة العلاقة بين التنظيم والسلطة بالمجتمع ( فهم هياكل السلطة المجتمعية ) والأفكار الأساسية المتعلقة بعلاقة التنظيم و السلطة بالمجتمع ومناقشتنا لأهم مبررات وجود السلطة و أبعاد الخضوع و التمرد، و أن المجتمعات الحقيقية هي التي تقوم على سيادة القانون و على الشرعية المؤسسة لا على سيادة القبيلة أو شخص أو تنظيم ما، وإن ما يحدد قوة الانضباط هو قدرة المجتمع على التنظيم و تنشأة أفراده على احترام العلاقات بداخله، و قدرة التنظيم الاجتماعي على أن يكون محركاً يقود عملية تحديث قدرات أفراده و يمكنهم من الارتقاء والتأثير الاجتماعي و التطور و كذلك بتعزيز اهمية دور التنظيم المجتمعي الذي يمكن المجتمع من حماية أفراده من الأزمات والمشكلات المجتمعية ومواجهتها والعمل على التحسينات للوصول الي التغيير الايجابي داخل هذا المجتمع .

وحين تكون هناك مشاكل حقيقية داخل المجتمع سوى مع النظام السياسي القائم والأحزاب السياسية المهيمنة على السلطة والموارد بما فيها من فساد مالي واداري وشيوع المحاصصة السياسية المبنية على الطائفية والعرقية، وتغليب الانتماء للمكون على الانتماء للعرق ومصالحه العليا، بالإضافة إلى تردي الخدمات وسوء إدارة مؤسسات الدولة وما يتعلق بالإنفاق وهدر المال العام والبطالة وغيرها.

حينها يقوم المجتمع بعمل الاحتجاجات التي تعبر عن رفض مثل هذه المشاكل حيث يتم ممارسة سلطة الضغط من قبل المحتجين في الساحات وتعتبر هذه الوسيلة وسيلة قوية وناجحة للضغط على الحكومات حتى يتمكن المحتجين النجاح من تحقيق مطالبهم بأجراء إصلاحات جذرية والعمل ايضا على عمل التحالفات التي تمكنهم من تحقيق الاهداف بشكل جماعي حيث تعود الفائدة من التحالف في تنسيق الجهود والتشارك في الخبرات ، بحيث يكون باستطاعة الأعضاء في التحالف توسيع دائرة إطلاعهم وإمكانياتهم وتزداد نقاط قوتهم والتي تمكنهم من التغلب على مشاكلهم وتحقيق أهداف القضية التي يعملون من أجلها بحيث يستطيعون الوصول الي التغيير الايجابي في المجتمع .

لذا من الضروري السعي إلى تحقيق سلطة وتنظيمات اجتماعية متوازنة، من خلال الهيئات والمراكز والجمعيات الاجتماعية وغيرها، ومعرفة النظم الاجتماعية الضابطة التي تؤدي إلى تطور المجتمع الإنساني، والحاجة إلى استراتيجية اجتماعية عامة لإعادة هيكلة النظام الاجتماعي، وتنظيم المحيط الاجتماعي وفق متطلبات متقدمة، تأخذ في الاعتبار المتطلبات والاحتياجات الضرورية والعصرية.

وتوفير البيئة الصحية المناسبة للأفراد، مع الحفاظ على شروط وخصوصيات المجتمع، حتى يعمل المجتمع على تحصين أفراده ووقايتهم من تجاوزات وسلوكيات سلبية، وفق شروط ومعايير معينة، مع ضمان حريات وحقوق الآخرين واحترام المبادئ والقيم الثابتة في المجتمع .