علاء الدين ظاهر

أنا طابية كوسا باشا وأُطلق عليَّ أيضاً طابية السبع وطابية كوم الشوشة، أقع شمال شرق أبي قير، وقد تم بنائي على تل رملي متحجر..أمر ببنائي محمد علي باشا بعد توليه حكم مصر(1805- 1849م)، وذلك لتحصين شواطئ الإسكندرية بتشييد الحصون والقلاع على طول ساحل البحر المتوسط، فاستعان بالمهندس الفرنسي جاليس بك لإنشائى وقد سُميت بذلك الإسم نسبةً لأحد قواد جيش محمد علي.

ما سبق ليس خيال بل جزء من قصة طابية أثرية جاءت ضمن سلسلة بعنوان"أثار تتكلم"من إصدار الإدارة العامة لنظم المعلومات الجغرافية،حيث قال الدكتور محمد شعبان معاون وزير السياحة والآثار للخدمات الرقمية والمشرف على الإدارة أنها فكرة تستند علي أن الأثر وكأنه يعرف نفسه ويتحدث عن تاريخه.

وبالعودة لطابية كوسا باشا أكملت قصتها قائلة:قام بتجديدي الخديوي إسماعيل حيث يذكر الأميرعمر طوسون أن الخديوي إسماعيل قد قام بشراء عدد 200 مدفع من طراز أرمسترونج من إنجلترا بين عامي 1869، 1873م وقد اختار منهم أربعة مدافع مؤرخة بسنة 1870م لوضعهم بحوزتي،ويحيط بيّ سور خارجي ذو خمسة أضلاع، مُحاط بخندق (بعرض 20 متر وعمق 8 متر) ويتقدمه قنطرة خشبية تؤدي إلى مدخلي، ولا تزال بعض بقايا هذه القنطرة موجودة وهي عبارة عن عروق خشبية ضخمة، ويلى الخندق سورحجرى داخلى.

.

أما عن واجهتي الرئيسية فهى الواجهة الشمالية الشرقية، وهي لاتسير على خط واحد إذ يخرج منها جناحان يبرزان عن سمت الواجهة التي تتكون من مستويين يفصل بينهما كورنيش بارز، ويتميز مدخلي بأنه معقود بعقد نصف دائري ذو سقف مقبي يؤدي إلى حاصلين مستطيلين، ويوجد بالجدران مزاغل للدفاع عن الطابية،وأتكون من طابقين، الأول عبارة عن أربعة سراديب طويلة وضيقة و بنفس مستوى عمق الخندق وتؤدي كل منها إلى حاصل كبير به مزاغل.

السرداب الأول أسفل المدخل ويؤدي إلى حاصل متسع يعرف بغرفة "المشنقة" ويوجد في نهاية الحاصل سلم من الحجر يؤدي إلى مدخل مغلق، والسرداب الثاني في الطرف الجنوبي للضلع الشرقي ويسير أسفل جسم الطابية ويؤدي إلى حاصل واسع في النهاية الغربية للطابية، والسرداب الثالث في الطرف الغربي للضلع الشمالي للقلعة، ويسير بطول الضلع الغربي أسفل البناء، أما السرداب الرابع لم يستدل على مدخله ولكنه يؤدي إلى حاصل في الجهة الشمالية ومنه إلى الشاطئ ليسهل عملية الخروج من الطابية عند محاصرتها.

أما الطابق الثاني، فعبارة عن قبو رئيسي ومجموعة من الحواصل والسراديب المقبية بأقبية نصف برميلية، ويواجه الداخل من القنطرة الخشبية مبنى مستطيل يقع عمودياً على المدخل الرئيسي ويمثل القشلاق الخاص بجنود الطابية ويتكون من طابق واحد ويمتد الى نهاية الفناء تقريبا، وعلى السطح تظهر أسوار بسيطة تم تحويرها بعمل كتل من الحجر والرخام لتركيب المدفعية عليها.