الليـــــلة غيــــر البارحـــة....بقلمي: إيــمان فـــايد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الليـــــلة غيــــر البارحـــة....بقلمي: إيــمان فـــايد

  نشر في 20 أبريل 2024  وآخر تعديل بتاريخ 03 ماي 2024 .


الليلة.. وفي فجــر العشرين من نيسان ..

لقد تغير كل شئ بداخلي فجأة ..وتحولت كل المشاعر الصادقة إلي أبخرة ..وبداخلي حديث داخلي ...ماذا فعلت ؟

حين يسألني أحدهم لا أجد إجابة واضحة عن السبب ..فتلك المرة لا أعلم ماذا فعلت ؟

تلك المرة كانت صدمتي أكبر من حزني ..

تلك المرة لم أبكي .. بل صـُدمت ..

شعور أن تجلس وحدك تراجع كل أخطاءك وتعيش وقعها علي الطرف الآخر .. فلا تجد مبرر للخيانة .. ولا تجدد مبرر لأن تترك بكل خسة وبكل معاني الندالة .. لا يوجد مبرر لأن يُكسر خاطري بتلك الطريقة...

تلك المرة أشعر شعور اللاأمان جيدا .. وشعور الخذلان كان واضحاً صريحاً ..

تلك المرة تأكدت بأن لا أمان لأحدهم ...وليس مجرد كلام ...فمهما كانت علاقتك بمن تحب قوية .. ومهما كنت تحمل له من الخير ومهما كنت تضحي بأشياء لايعلمها فسيأتي عليك الوقت الذي يصفعك وبقوة لأنك فقط أحببته ..

سيأتي اليوم الذي يجرحك بكلمات ثقيلة ..

تلك المرة أغادر وبداخلي خيبة أمل رهيبة ...

أغادر وأنا لا أذرف أية دمعة لأنني أدركت جيدا بأن دموعي تلك المرة ستكون خسارة وأنها بالفعل غالية لاتذرف علي رخيص أبدا ...

لا أعلم ما أقول ولا أعلم ما ذنبي بصفة واضحة كل ما أريد أن أذكره بأنني قد عُوملت بأسوأ طريقة ..

وأتذكر بأنني كنت لطيفة أكثر مما ينبغي .. ولقد فهموا التغاضي عن الزلات بأنه ضعفاً .. لقد تفهموا حبي بأنه كسراً ..

أنا وبداخلي لا يعلمه إلا الله بأنني لم أخن ثقة أحدهم يوم ما ..

لم يتركوا باباً للعتاب ولا أية وسيلة للدفاع عن النفس...

هل كسر القلوب هين لتلك الدرجة ...؟

هل كنا نحن نعيش وسط ممثلين ؟

هل لأحدهم القدرة لأن يمثل الحب ببراعة ؟

.

.

فلماذا لا أُمثل أنا الأخري ..

وليشهد الله بأنني قد تحملت كم من الانتقادات والاهانات التي لم أكن لأحتملها يوما ما ..

أسأل نفسي تلك المرة .. لماذا تغيرت .. ولماذا قد تحملت كل هذا وحدي ولما صبرت..؟

لربما قد ظلمت أحدهم سابقاً.. فشاء القدر لينتقم له ..

والله لا أدري ماذا أقول.. ولأول مرة بحياتي لا أعلم سبباً لقول وداعــاً ..

لا أعـــلم ....

لكن ضميري تلك المرة لن يوجعني ككل مرة .. وإنما أحس بأنني قد استنفذت كل محاولاتي وأنا أحاول مع شخصيات لا تعلم شيئا عن التعاطف...

نعم .. لم تكن خطيئتي تلك المرة وبشهادة جميعهم بأنني لم أظلم تلك المرة ...

لقد كنت مسالمة تلك المرة حتي تهاونوا في حقوقي ...

لقد نسوا بأنني أشعر .. ولقد تناسوا بأنني أغضب وأحزن وأتألم وأعاتب وينكسر خاطري فقط لأنني أحببت بصدق...

ربما قد خانني أحدهم .. ربما .......

ربما لديه أسبابه التي لا يبوح بها..

ولكن ماذا كان ذنبي أنا لأن يُنتزع مني الأمان فجأة.. ولأن أتُرك فجأة ولأن أخُذل دون مقدمات ....؟

والله أنني هذه المرة لم يعد بداخلي ذرة من الندم .. فأنا الطرف الذي قد خُذل ... أنا التي لا تعرف ماذا فعلت حقاً كي تُخذل

فجأة لقد كانت أبسط حقوقي أن أعلم لماذا تُركت بتلك القسوة؟

لقد كان حقي بأن أفهم ولكنه قد سُلب .....

جَف الكلام بالنسبة إليّ .. وأنام بضمير مرتاح تلك الليلة بعدما علمت بأنني لم أكن شيئا يُذكر لدي أحدهم.. وبأنه كان سيتم خذلاني لاحقا دون أية مقدمات أيضاً ...

ذلك لأن الشخص المجروح من غيرة يؤذي غيره دون أي إحساس ولا رحمة ...

وشكرا للظروف التي علمتنا من أحببنا بصدق ومن كان يدْعي ..

لقد تحول كل الحب بداخلي هذه الليلة لا إلي كره ...بل إلي ركام وأدخنة قد تطايرت بعيدا عني جداً ..

لقد انسحب مني كل الحب الذي كنت أكنْه لأحدهم .. وسبحان مقلب القلوب فالليلة غير البارحة لا يوجد بداخلي ذرة من الحب ولا من الألم ولا من تأنيب الضمير ..

وبكل نفس مطمئنة مستريحة سأتمني لهم السلامة وبأن يصادفهم أشباههم فلا أنا أشبههم ولا هم يشبهوني ..

أبات تلك الليلة وقلبي خالي وقد انتزعت كل الذكريات التي قد تجعلني حتي أتذكر ...

قررت أن أسامح حتي لا يبقي في قلبي شظايا ذكريات أو أية آلام فأنا لا أستحق الألم ...

أبات وأنا علي يقين بأن الله يعلم صدقي و سيعوضني ..

أبات وأنا أعلم بأنني لم أظلم تلك المرة ووحده مطلع علي النوايا وهذا يكفي ..

الله قدر هذا والله كفيل به ...

الحمد لله علي كل ما فات والحمد لله علي ما هو آت ......

بقلمي : إيمان فايد

طبيبة بشرية

السبت: ٢٠ أبريل ٢٠٢٤

٥:٥٤ صباحا



  • Eman Fayed
    5Th Year Medical Student..Faculty Of Medicine ..Tanta University..Egypt writtting..reading❤️❤️ Article Writter..veto gate..
   نشر في 20 أبريل 2024  وآخر تعديل بتاريخ 03 ماي 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا