سبب أحد أصدقائي لعقلي الكثير من التشتت حينما قرر أن يفتح معي موضوعا للنقاش وطلب مني أن أخط مرسال ومن نوح_ عليه السلام _لابنه طالبا مني سرد تفاصيل اللقاء والوداع الأخير والوعظ والنصيحه
حقيقه الأمر سبب لي هذا الطلب في بادئ الأمر حماسا مبالغا فيه ثم مشكلات عصبيه وتوتر !
عقلي علي النقيض لم يمنح لي الفرصه لأقرر هل حقا سأشرع في كتابه ذاك الخطاب أم لا فقرر عني وأخذ يضع الكثير من الاسئله عن أي الأشياء أكثر عرضه للاستغناء مقابل شراء الوقت اللازم لكتابه هذا النص ..أي الأشياء سأفارقها عما قريب من أجل عزله لإستخلاص البدايات حتي! فيعيد علي الأحداث الأخيره كلها ويتضح لي منه استناج كيف أن حالي يشبه حال ولد نوح_عليه السلام _كثيرا .. أيجب علي أن أخط لنفسي رساله نجاه قبل أن أخط له مرسال !
يظفر عقلي كالعاده ولا أفعل شيئ سوي أنني احدق في الفراغ وأخط بالقلم أحاول التوسل والإستجداء ليمن علي أحد ما ببدايه .. بدايه الرساله !
قضيت فترات كثيره من عمري في قراءه أخبار القدامي _ليس الرسل والأنبياء فحسب _بل أنني أجد في قراءه السيره الذاتيه للمؤرخين ومن سبقهم بالنص لذه العارف الذي يستعد لمبارزه في قتال عليه أن يثبت به تفوقه _لاأخفيكم سرا أقامه الحٌجه علي الناس امر ممتع_أمر يهدي لنفسك الصخب الذي تحب أملا في أن يحدث يوما شيئا ما يغير روتين حياتك _ولكنك لا تدري ماذا تتوقع_
ومع الوقت بدأ الأمر يتخد منحني أخر وجدت نفسي كثير أخضع لعقلي وتجربتي وقراءاتي أحلل تفاصيل الأيام السابقه واستنتج منها _أو أزعم_ استنتاجي للتاليه كنت أحزن كثيرا حين تخيب حساباتي وتوقعاتي وابتهج بظفر بسيط كنت قد رأيته قادما وهنا تفاقمت حده الموضوع وبدأت أتعامل مع أقداري كلها بنفس المبدأ فتخلل أقداري وأحلامي ف أصبحت أتجسد شخصيه دافنشي أو فرانكشتين لكل شيئ كود وشفره. .. إن حدث هذا فعلي توقع ذاك فتتفاقم الإحتمالات والتوقعات بشكل مؤرق لكل فعل الكثير من ردوده
.العارف قليلا بأمر الدين سيدرك أن مقادير الحياه لا تمشي كلها طبقا لنظريات رياضيه فالقدر حق وهو ليس نتاج حظ او حسابات فلكيه أو غيره .. أؤمن كثير بالله _بل وأخافه أكثر لصدق القول _فكانت هذه إحدي الأسباب التي جعلتني أحاول تخطي الأمر خوفا من أن يتضاعف معي لما لايحمد لنفسي عليه عقباه ! القدر هو إحدي أهم شروط الإيمان ومحاوله مجاراته وتوقعه وتفاديه هي من أكثر الأشياء حرمانيه فأصبحت أجاهد نفسي يوميا للتوقف عن التحليل والتدقيق _ولم يكن الأمر سهلا لشخص يحاول توقع ردود أفعال الأشخاص من حركه أيديهم _ولكن بمرور الوقت وجدت أنني كنت أتخذ من التحليل والتدقيق في تدابير الأقدار وتصرفات البشر وردود أفعالهم سبيلا ليس إلا لإثبات قدرتي العقليه ..وأنني حقا لاأهتم بتفاصيل الأيام وردود الأفعال الخفيه لأن هناك قدرا ولو ضئيلا من الإيمان والثقه
ولكن الأمر كان مختلفا كثيرا بالنسبه للاوعي وعقلي الواعي
فكان يحارب كثيرا لاستخراج الكثير من الصور في صوره يبغاها هو ليثبت سيطرته وسيادته
وهذا جعلني استخرج استنتاجا وهو أن خطوره عقل الإنسان الاواعي والواعي تكمن أحيانا في قدرته علي التفكير بشكل خارق هذا التفكير والكم من التحليل والاستنتاج حين لا يصاحبه إعتدال وثقه في رحمه الله وعدله وإيمانا بجاهه وعظمته وقوته سبحانه وحسن تدبيره يكون ناتج الأمر
"سأوي إلي جبل يعصمني"
ولا عاصم من أمر الله
إلا من قد رحم .."
-
Nora Aliهَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ