العلاقات الاجتماعية كيف تبنى ؟ كيف تنهار؟ ج1 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العلاقات الاجتماعية كيف تبنى ؟ كيف تنهار؟ ج1

كيف تبنى العلاقات الاجتماعية......

  نشر في 06 يناير 2020 .

كما هو معروف لنا أن العلاقة بأبسط مفاهيمها تعني ربط شيء بشيء آخر. وعلى الصعيد الإنساني نجد أن كل فرد مرتبط بالآخر تحت مسميات مختلفة ( آباء، أخوة، أصدقاء، زملاء، أزواج، جماعات، مؤسسات... إلخ )، فهو مندمج في نسيج وفضاء اجتماعي يقوم على شبكة من التبادلات المعقدة التي توجه أفعاله وتنشئته الاجتماعية، فهذا الربط بين عنصرين أو أكثر يعني وجود نوع من التأثير المتبادل.

وهذا يؤدي بنا إلى مفهوم التفاعل، فلا يمكن تصور وجود تفاعل بين طرفين اجتماعيين دون أن نقول بوجود علاقة.

تُعرف العلاقات الاجتماعية بأنها: " الروابط والآثار المتبادلة بين الأفراد في المجتمع، والتي تنشأ نتيجة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض ومن تفاعلهم في بوتقة المجتمع ". أو " هي صورة من صور التفاعل الاجتماعي بين طرفين أو أكثر بحيث تكون لدى كل طرف صورة عن الآخر والتي تؤثر سلباً أو إيجاباً على حكم كل منهما للآخر، ومن صور هذه العلاقات الصداقة والروابط الأسرية والقرابة وزمالة العمل والمعارف والأصدقاء ".

وتعتبر العلاقات الاجتماعية التي تتبلور بين الأفراد في مجتمع ما بناءاً على تفاعلهم مع بعضهم البعض - بغض النظر عن كونها علاقات إيجابية أو سلبية - من أهم ضرورات الحياة الاجتماعية. وعليه فإن موضوع العلاقات الاجتماعية أصبح يحتل مكانة هامة في العلوم الاجتماعية.

لذا يولي العديد من الباحثين اهتماماً خاصاً ( stages ) التي تمر بها العلاقات الاجتماعية ( بالأحض الثنائية منها ) من بداية تكوينها حتى نضوجها واكتمالها، كما اهتموا في الوقت نفسه بمراحل تدهور هذه العلاقة وانتهائها، وفي هذا السياق سنسعى إلى دراسة هذه المراحل كما يحددها كل من هابيلز و ويفر.

1- مراحل بناء العلاقات الاجتماعية: تمر العلاقات الاجتماعية الحميمة بخطوات أو مراحل عديدة قبل أن تتبلور وتتشكل. ويمكن تلخيص هذه الخطوات أو المراحل كما يلي:

المرحلة الأولى: التعارف ( Initiating )

وهي المرحلة التي تجمعنا بالآخرين لأول مرة في مكان وزمان محددين، فنجذب إلى بعض الأفراد دون سواهم إما بسبب مظهرهم الخارجي، وإما بسبب بعض العوامل في شخصيتهم الجذابة، وإما بسبب الأفكار التي طرحوها في ذلك الموقف. فنقترب منهم، ونتبادل معهم أحاديث عامة غير محددة. وهذه المرحلة أساسية ومهمة في تقرير مستقبل العلاقة الوليدة بين الأشخاص، فإما أن تتوقف عند هذا الحد، وإما أن تتطور وتنتقل إلى مستوى أعلى من الود والحميمية والتجاذب، أي إلى المرحلة الثانية.

المرحلة الثانية: استكشاف الآخر ( Experimenting )

بعد أن تعرف الطرفان على بعضهما البعض في المرحلة السابقة بشكل أولى وبسيط، وبعد أن شعر كل منهما بشعور عاطفي إيجابي نحو الآخر في تلك المرحلة، يحاول كل طرف من أطراف العلاقة هنا الاقتراب أكثر من الآخر لاستكشاف بعض الأمور المشتركة، والاتجاهات المتوافقة والميول والهوايات والأنشطة المتشابهة بينهما لتعميق فرص توطيد هذه العلاقة. ومع ذلك يبقى مجال الاختبار والاكتشاف والتجريب هنا في بعده العام دون الدخول في الشؤون الذاتية الخاصة لكل منهما. وربما تكون علاقات الجيرة أو بعض الصداقات في العمل والمدرسة والجامعة نموذجاً على هذه المرحلة. وإذا ما انسجم هذان الطرفان وتوافقا فإن العلاقة بينهما ستتعمق وستنتقل إلى المرحلة الثالثة.

المرحلة الثالثة: تعميق الاستكشاف وتكثيفه ( Intensifying )

يزداد اكتشاف الآخر في هذه المرحلة ويبدأ بالتعمق أكثر فاكثر. فبعد أن كانت العلاقة في المرحلتين السابقتين تحوم حول العموميات، وبعض الأشياء المشتركة بين طرفي العلاقة، تصبح في هذه المرحلة أكثر غوصاً في الخصوصيات بحثاً عن المشترك الذي سيقوي العلاقة بينهما ويعمل على نموها وتطورها. ففي هذه المرحلة يبدأ أحد أطراف العلاقة أو كلاهما بالإفصاح أو البوح طواعية للآخر عن الاتجاهات والميول والمعلومات التي كان يخفيها كل منهما عن الآخر في المرحلتين السابقتين. وفي هذه المرحلة أيضاً تبدأ العلاقة تقترب شيئاً فشيئاً من الحميمية والود، وتبتعد تدريجياً عن الرسمية والمجاملات. وتصدر مجموعة من الإشارات التي تعكس المودة التي يكنها كل شخص للآخر. وقد تتوقف العلاقة هنا مكتفية بهذا القدر من الحميمية كالعلاقة التي تجمع الأصدقاء، أو قد تستمر وترتقي إلى مرحلة جديدة، هي المرحلة الرابعة.

المرحلة الرابعة: الاندماج ( Integrating )

تتقدم العلاقة في هذه المرحلة وتتطور من حيث المشاعر والأفكار بين أطراف العلاقة إلى الحد الذي يسمح لكل طرف منهما بالبوح بشكل أعمق عما في نفسه للآخر. أي أن التوافق والانسجام هنا في هذه المرحلة بلغ حداً متطوراً يسمح لهما بأن يكونا متميزين ومتوحدين في مشاعرهما وأفكارهما والقرارات التي يتخذانها. وتصبح لغة الحوار والتواصل في هذه المرحلة غير رسمية بأي شكل من الأشكال. فالضمير أنا يغيب في هذه المرحلة ويتم استبداله بضمير يعكس مدى الانسجام والحميمية بينهما وهو ضمير نحن، ومع كل هذا قد تتوقف العلاقة هنا ويكتفي أطرافها بما حققاه من تقدم عال ومودة كبيرة في علاقتهما. كما أن هذه العلاقة قد تتطور وتصل إلى المرحلة الأخيرة.

المرحلة الخامسة: الارتباط ( Bonding )

هذه أعلى المراحل وأعمقها من حيث مستوى التطور في العلاقات الحميمية بين الأشخاص. ففيها تتويج للعلاقة التي بدأت بالتجاذب الخفيف كما في المرحلة الأولى، واستمر بالقوة والاكتشاف والاندماج وانتهى بالارتباط. فقد يعلن هذان الاثنان ارتباطهما واتحادهما رسمياً معاً، ويبدآن بالتحضير لطقوس الخطبة أو الزواج . كما يبدآن بالتحدث عميقا في قضايا تتعلق بمكان سكنهم الجديد، وموضوع الإنجاب، وعدد الأبناء، والمدارس التي سيتعلمون فيها حين يكبرون، إلى غير ذلك من المشاعر الحميمة التي تجسد في هذه المرحلة. ويؤكد كل من ( هايبلز وريفر ) على التدرج في الانتقال من خطوة إلى أخرى، حيث كل خطوة، برأيهما، تعتمد على ما سبقها، لذا علينا التريث وعدم الاستعجال في الانتقال من خطوة إلى أخرى لأن كل خطوة لها التزاماتها وتعتمد على الطرفين، وهذا يعني بأن الذي يقرر الانتقال من مرحلة إلى أخرى ليس طرف واحد، بل الطرفان، لأن النتائج المترتبة عن ذلك تنعكس على الاثنين. لذا يتوجب علينا كما يقولان التريث وعدم التعجل في الانتقال إلى مراحل جديدة ما لم تأتنا تغذية راجعة ( مرتدة ) أي استجابة من الطرف الآخر. إن البوح أو الإفصاح عن مشاعرك أو أحاسيسك أو أسرارك، يجب أن تتناسب مع الموقف الذي أنت فيه. فلا تفصح عما في صدرك في العلاقات الثنائية، بحجة أنك صريح ولا تستطيع إخفاء مشاعرك نحو الآخر، ما لم تكن عملية الإفصاح متبادلة بينكما. إن هذا النوع من العلاقات تقرره أنت والآخر، وليس أحدكما لأنه يترتب عليه مجموعة التزامات عديدة على الاثنين.

الله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،،


  • 1

   نشر في 06 يناير 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا