الزواج الإلكتروني..أو بلاستيك مارياج
نشر في 24 أبريل 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لزواج الإلكتروني نوع جديد من أنواع الزواج المعاصر، يأتي بعد تشكل عاطفة إلكترونية بين ذكر و أنثى، يبدأ ب"لايك" و "كومنت" ثم باختلاق حديث ممزوج بالعسل المصطنع و بعض العبارات المثالية، كما أنه نوعان:( زواج على العام )و آخر (على الخاص)، بالإضافة إلى أنه الزواج المعاصر الوحيد الذي لا يحتاج إلا للكثير من الشهود ، كما أنه يستمد "تحليله من الشبهات" بقصائد منظومة بإتقان و كلام موزون ..، فالزواج الإلكتروني أو كما يطلق عليه "بلاستيك مارياج" ، زواج ينطلق من نقطة الحب الذي تغلب عليه الكلمات البلاستيكية المصنوعة في الصين ، كما يضفى عليه طابع المبالغة و بعض من عبارات العشق المعلب المستورد من تركيا أو الهند بواسطة دبلجة محلية...وتأتي الغيرة الالكترونية من خلال البحث في المنشورات والتعاليق بأدق تفاصيلها ويضع لايك عند مكان غيرته ليخبرك انه رأى ماحدث ...وتعلم حينها أنك ستخضع لمساءلة ومحاكمة إلكترونية غير عادلة ومبدأها هو قرينة الخيانة بدل قرينة البراءة...وقد يُحكم عليك بالسجن الإنفرادي لمدة غير معلومة في زنزانة البلوك الى حين تقلب المزاج..
في القديم لم تكن العلاقة مفضوحة إلا بعد أن تتقدم من والد الضحية(عفوا قصدي الزوجة)، لم تكن مفضوحة على الإطلاق، أما الآن فقد أصبحت الخطوبة على المباشر عن طريق " اللايف" إعلانا عن زواج إكتروني مبارك بدون قبول أو مباركة ولي او مهر أو حتى شهود من العائلة، لهذا أضفت صيغة أخرى على هذا الزواج، فهو يحمل عنصر المفاجعة(المفاجأة) الإلكترونية ، فالأب و الأم بالمنزل، "يتفاجعون" بلقاء زوجة ابنهم أمام باب المنزل، "يتفاجعون" برؤية ابنتهم يدا بيد مع حبيبها بعد عقد القران الإلكتروني، أو "يتفاجعون" بدعوة إلى حفل زواج إلكتروني على الفيس بووك مع إلزامية الحضور دون سابق إنذار، يتفاجعون باحفاد إلكترونيين لا يشربون الحليب بل يشربون من"صور لفناجين القهوة و كؤوس العصائر " و يتغذون على "j'aime" و لا يلبسون حفاظات "دلع" بل "حفاظات قبول الصداقة" ..
أصبح القرن الواحد و العشرون قرن المفاجئات و المفاجعات المضحكة المبكية، كيف لا و بمجرد وضعك ل"لايك" فأنت تحب، بمجرد وضعك ل"قلب أحمر " فأنت متزوج، بمجرد تعليقك على كلام ما تنجب توأما..
يتبع ...الجزء 2 " الطلاق الإلكتروني" .