استيقظت ليلاً فازعة من كابوس ما، وتحركت من الخوف لمكان ما في الغرفة، لأتفاجأ أن التيار الكهربائي منقطع، والظلام يعم المكان، ظلام قاتم ليس به حتى بصيص من النور.
كانت المرة الأولى التي أواجه فيها هذا النوع من الظلام، وكنت دائماً في الظلام أخطو بخطوات واثقة وكأني آرى تماماً، فأنا أحفظ كل مكان في الشقة، وبعقلية الأطفال أتخيلني كفيفة وأستطيع تحديد إتجاهاتي بكل سهولة.
ولكن هذه المرة وجدتني أتخبط في مكاني، أرجع للوراء بضع خطوات ثم أعود لنفس المكان تقريباً أو هكذا خيل إلي، أتخبط في الغرفة ولا أستطيع التحكم في إتجاهاتي نهائياً.
بقيت على هذا الحال ما يقارب الخمس دقائق حتى وصلت بالصدفة لحافة الفراش.
كانت تلك الدقائق كفيلة بتغيير وجهة نظري تماماً عن فاقدي البصر، كنت أظن قبلها أن التكيف مع الوضع أسهل من هذا بكثير، وكنت معتادة على رؤية رجلاً كفيفاً يمر تقريباً كل يوم يمر وحيداً من تحت بيتي يطلب المساعدة المادية، كنت في بادئ الأمر أتعاطف كثيراً معه، ولكن بعد إعتيادي المشهد بدأت أقول لنفسي ربما عليه أن يعمل أفضل له.
ولكني الآن أعي ولو قليلاً جداً ما يمر به فاقدي البصر، فذلك الخوف الذي شعرت به في تلك الدقائق القليلة لن ينسى.
-
ياسمينخلقت لأعبر بقلمي عن فكر أبنيه.