قلب في المحرقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قلب في المحرقة

  نشر في 03 يونيو 2017 .

و تسألني لماذا تغيّرنا ؟ و تسألني لماذا نبتت الفرقة بيننا و تعربشت على قلوبنا و الأضلع ؟

أقول ، سأحاول أن أقول ، عندما يا سيدي كنتَ تتحدّث كنتُ استرخِ ، كنتُ أشعر أنّ قلبي يتوقف ليأخذ إجازة طويلة ، يقضيها تحت دفء حديثك ، كنتُ أفتح نوافذي و اُدخل النور و الدفء لأطرد العفن المتكدس على القلب ، و الرطوبة . كانت روحي تنشر أحزانها و همومها و تسارع بارتداء لباس البحر لتأخذ حمام شمس دافئ في زمن أصبح كل ما فيه بارد و جامد .

كنتُ اُوقف عقلي عن العمل و اُسرّح ناظري .

كنتُ سيدي عندما تتحدّث ، اُنصت بكل جوارحي ، بكل مسماتي ، بكل ملامحي .

أما الآن ، فحين اُحادثك ، أشعر كالعابر في حقل ألغام ، فكل خطوة مرسومة و كل كلمة محسوبة ، و المشكلة ، رأس المشكلة ، أن الخطأ لا يُغتفر و أنه حقاً خطأ قاتل .

الحقيقة يا سيدي أنني سمعت صوتك و لم أرى حقيقتك ، عشقتك في خيالي ، و بنيت لحضرتك القصور و الأهرامات في خيالي .

دعني يا سيدي أقطع حديثي ، أكف عن ثرثرتي ، فها أنت يا صديق تفعلها و ترمي بقلبي و تاريخي وراء ظهرك و تبدأ من جديد .

اسمح لي أن أرفع قبعتي احتراماً لقدرتك الكبيرة على التلوّن ، فها أنت يا سرطاني البحري الصغير تجد قوقعة أخرى أوسع ، قوقعة قد تستطيع و لو لوقت قصير أن تحجم من طموحاتك . قوقعة أعلم أنها لن تكون الأخيرة .\

أحييك يا صديق و أرمي ذاكرتي في النار ، فكل ما قلته لي كان كذباً ، كذباً لذيذاً ممتعاً ، كل وعودك و أقاويلك و أشعارك كانت كذب ، حتى ضحكتك المرصوفة على صورك الكثيرة التي عندي كانت كذباً ليس إلا .

ها أنت يا صديقي تتجاوزني ، و تخلّفني ورائك أرملة سوداء تنسج خيوط وهمها لاصطياد القمر .

فعَلنها يا صديقي و تجاوزتَني ، و فعلتُها يا صديق و كرهتك .


  • 4

   نشر في 03 يونيو 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا