تاريخ الغزالة كتصوير للجمال الأنثوي الخصب : هو ترميز الصراع من أجل "أنثى"، فامرأة جميلة ـ حسب حمزتوف (شاعر داغستاني/روسي) ـ تستحق المنازعات العظيمة.
بنظام الغزلان، لا يستحق الأنثى إلا الذكر المستعد للنزاع من أجلها. يتبدى الاستعداد في شكل طقوس استعراضية ذات مغزى عدواني بالأساس : حركات إبراز القرنين، تحديد منطقة السيطرة، أو حتى المواجهة بشكل مباشر. بالمجال الإنساني، يأخذ الاستعداد أبعادا أخرى وليس بالضرورة الطابع العدواني المحض، أبعاد نفسية ـ كتأثير كاريزمي، أو اقتصادية ـ كتوفير موارد الرفاهية.
الإسقاط الحيواني كترميز، يفتح أبعاد الذكورة سياسيا، مقابل تأطير الأنوثة بطابع جنسي تناسلي : ضمن خلط للقيم الإنسانية بالتنظيم الحيواني الغريزي الذي لا أبعاد فيه !
الأنثى بمستواها الإنساني غزالة : ممكن كبُعد جمالي في التناسق الجسدي والحركة. بالمنحى السياسي تلك خدعة ثقافية مقيِّدة فكريا وسلوكيا : تجعل الأنثى حمارة عيانة ـ على وزن، شاهد عيان !
"من العتمة إذن
تلك العتمة الموغلة في الضوء الواسع
جئت يا غزالة ساحليه
من هناك
حيث لا يرى في الضوء
غير الظلام الأبيض
من العتمة
حيث لا النهارات تسع العمل
ولا الليالي الطويلة تسع الحب
أيتها الغزالة التي من هناك
توغلي في النهار والليل"(1).
هوامش :
1 : قاسم حداد ـ قصيدة غزالة الليل والنهار.