لطالما كانت الكلمة غريبة عني أسمعها ولا أستوعبها، ولا أستسيغها
يوم وفاة جدتي لم استوعب كل ما كان يدور حولى الأيدي الباردة الغطاء المنسدل على الوجه، الكفن الأبيض ثم الاختفاء، إلى أين لا أعلم ولكني لم أستطع أن أراها بعد ذلك.
وفي أول زيارة لبيتها بعد وفاتها ولم أجدها استوعبت أن الموت حقيقة، حقيقة لدرجة الصدمة، فهو الحقيقة التي يتبعها كل المشاعر التي نتهرب منها بدافع القوة
لم يقتصر الموت عندي على تلك الصفة أو ذلك السديم الذي يبتلع أحبائنا وأرواحنا، فصار الندم على عدم وجودنا بجوار أحبائنا بحجة الانشغال والطموح فرحلوا وتركونا عقابًا على تقصيرنا، هو الفقد والذكريات التي تحاصرنا ولا نستطيع الهرب منها، هو التناسي فنأمل أن ينسينا الوقت ولكنه لا يفعل فنتناسي فيزداد الجرح عمقًا وتزاد عدم قدرتنا على النسيان
إنه الاشتياق المغلف بالحسرة والألم، إنه حالة الخوف الدائم من المجهول، الخوف من سنوات جديدة تأخذ أحبائنا ولا تراعي كسرة قلوبنا. صار الموت كلمة أستوعبها وأستسيغها وأخافها حد الموت.