فيما مضى، كان جمهوري يقتصر على شخصٍ واحد فقط.
و كان ذلك يكفيني ، لم أشعر لبرهة أنني أريد أحداً آخر أن يقرأ ما أكتب. كان شخصي المفضل، قارئ كتاباتي، من كتبت له أجمل ما كتبت ، مخطوطات غلفتها بظروفٍ كما الأزمنة الماضية. كانت أياماً جميلة جداً، لا أستطيع نسيانها ، ولا أريد أن أنساها، فهي جزء من العمر الذي يمضي.
كان ذلك كله قبل أن تدخل النفس السيئة ، قبل أن يتدخل اللسان الذي يتبرى من صاحبه أحياناً. قبل أن تتحطم واجهة الفؤاد الزجاجية. تلك الذي اذا نظر ذاك الشخص، رأى مكانه في فؤادي بكل شفافية.
اليوم، الخميس عصراً ، كما ليست عادتي أن أجلس في المنزل، أكتب إليكم، من عثرتم على كلماتي التي أطلقتها إلى العالم الخارجي. أكتب بضع كلماتٍ قد لا تأخذ من نظراتكم بضعة ثواني، و لكنها جعلت قلبي يتجرع كثيراً من الألم و القهر. ذاك الشخص الذي أسلفت عنه في فقراتي السابقة، آلمني بحقٍ، عندما تبرأ لسانه منه و أسمعني سمفونية لم تحط على قلبي كسابقتها..
مؤلم جداً ما قد تسمعه يوماً ما.. ما لم تظن أنك ستسمعه يوما ما.. كالسم الذي يحقن في الجلد، كالسكين التي تغرز في القلب، آخذة الحياة معها .. كالعلقم الذي لا يُبلع، كالعفن .. يأخذ جمال كل شيء معه..
أرجوكم .. رجاءً حاراً.. لا تقولوا شيئاً بدافع الغضب تندمون عليه، ارحلوا و لكن لا تكسروا الأفئدة .. فوالله لا تعلمون ما المدى الذي ستخترقه تلك الكلمات التي أخترقت سياج أدمغتكم، محلقة عبر حلقكم طاعنةً الطرف الآخر.. الغضبُ خطيئة، جريمة .. قد لا يحاسبك عليها القانون إن لما يكن لها تبعات مادية .. و لكنك ستظل تحت وطأة ألم الضمير ، ألم ليس عاديا.. ليس شيئا تستطيع وصفه بسهولة . ربما يشبه مسماراً غُرز في باطن قدمك ، كلما سرت عليها آلمتك أكثر ، ربما يشبه ما ذكرتُ و لكنه أكبر من هذا بكثير ..
اعتنوا بأفئدتكم .. أنتم مؤتمنون عليها .. لا تدعوا أحداً يقترب منها، و ان اقترب أحد أعلنوا ناقوس الخطر .. هذه الأفئدة بحاجتكم .. أنتم .. لا لصديق و لا لأحد آخر .. تحتاجك أنت .. حاملها .. إياكم و النظر إلام قد تكونون بالنسبة إلى أحد، لأنكم سوف تندمون .. لأنكم دائما ستضعونه في مكانة أعلى مم وضعكم هو بها..
اعتنوا بأنفسكم و قط..