كن نفسك...ولاتكن نسخة مني..
بقلم : عبد الله المستغفر
نشر في 23 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
امي ظلام البعد يظللني وكأن القدر يريدني أن أتجرع آلام وحشة البعد عنك..ورغم البعد إلا أني أشعر بروحك العطرة تظللني في ذهابي وإيابي تتبعني ...ولا يغيب كلامك عن مسمعي ... فمن الجميل ان تكون لديك سيارة ومن الرائع أن يكون لديك بيت أو مشروع بيت جميل وان تكون لك أموال ...ولكن من الاجمل والأهم من هذا كله ان تكون لديك ام تعتني بها لأنك مدين لها مادامت لم تتلحف بالثرى..فالأشياء الثمينة لاتكرر مرتين هي الأم بالذات..فقرار حب غير الأم هي إعلان عن الحرب ...حرب إستنزاف..يكون خصمك فيها الحياة ..وسطر القدر في سجلاته أنك مهزوم فيها عند اول نزال...
اما انـــا ...
اعرف أنني لست ولدا صالحا. وأني أنا سبب التجاعيد التي غزت وجه والدي باكرا ، أبكر من وقتها.
لست الولد الذي رغبا به وفرحا بقدومه، كبدتهما معاناة كبيرة معي، ورغم ذلك لم يشكيان ألم الوجدان إتجاهي. فعلة الجسد تعالج، أما ما وقع في القلب والشعور من الألم، فألمه يفوق الألم العضوي.
لقد حطمت أحلامهما كما حطم الوطن أحلامي. هدمت الأماني التي علقوها علي، دمرت طموحهما في ..
أبكي مرارة الخذلان التي سببتهما لهما. ... إذ ليس ما في الدنيا من البهجة والسرور مقدار ماتحس به الأم والأب عند نجاح إبنهما..
أبكي الأب الذي جعلته ، يشعر بالأسى أنني لم أستطع حمل ثقل الحياة بدلا عنه، وهو يجر سنوات عمره الثقيلة خلفه.
آسف على كل ما سببته لكما...إلا أن حبي لكما لن يسقط بالتقادم ولن يطاله النسيان...
. أنا و وطني سيان .. فاشلان، بل مجرد عدم يتحرك...ولا امل مرجو فينا...الفرق بيننا كوني لا زلت أملك شجاعة الإعتراف لأبي وأمي..اما هو-الوطن- فاقد الشجاعة ولازال يتنكر...
إعذراني أمي و والدي... فأنا أحبكما كثيرا...كثيرا ...
وانا محاولا كتابة لكما نص إعتذار ...تمرد علي القلم وآبى الكتابة..وعجز الكلام عن التعبير ..وإمتنع العقل عن التفكير ..وبدأ الحزن والتحسر يقرعان الطبول معلنا النصر على الأمل...
أرجوك كن نفسك ولا تكن نسخة مني...