صارت بها ساعات الليل كدبيب نملة في انتظار نور الفجر. وكان للوقت معاني وقواعد خصصت هي باقساها.
هي في انتظار يوم يحمل فرجا. مم؟ من سيرورة سنين كانت ذبذباتها و لا تزال بين انتظار و فشل و اجهاض امال.
على الساعة صفر قررت ، بسذاجة انه حان لكل شيء ان يتغير! قررت ان ملكية العالم اصبحت لها وان مع بزوغ اول خيط شمس ستضع يدها على ما يحق لها منذ سنين.
اختارت فستانا وردي اللون، لون هاديء بريء يعكس ما جبلت عليه روحها.
سارت بثبات باتجاه عنوان تعرفه منذ 13 سنة، لم تعد كم مرة تحسست حقيبة يدها و شعرت بطمانينة لعظم ضياع ما تحتويه.
وقفت عند مدخل المبنى، مقفول، الساعة 6 و نصف، و قطفت وردة بيضاء من حديقة صغيرة حفت المبنى ورشتها بعطرها ... وتطلعت الى السماء بشوق كمن خرج لتوه من زنزانة سجن سنين ..
تزامنت احدى خفقات قلبها بصوت قفل باب المبنى يفتح... اطلت امرءة بالخمسينات ترافقها فتاة شابة يتجهان نحو السيارة على الممر...
كانت قد وصلت خلفهما تماما ، و بصوت امر نادت المرءة باسمها:
- ه.....!
استدارت المرءة و كانتا وجها لوجه ، ما سمح لها بقراءة نظرة الدهشة التي علت ملامحها، لم يشغلها هذا عن تحسس الحقيبة من جديد و قبل ان تنبس المرءة بكلمة كانت السكين في احشاءها ، ....
مرت ثانية او اثنتين ببطء ساعات الليلة الفارطة، قبلان تنطلق صرخات الشابة لتغطي حشرجة صوت المرءة و هي تنهار...
واصلت الطعنات باماكن دقيقة و لكنها نسيت ترتيبها، بكل طعنة كانت توغل السكين الى ان يبقى منه خارجا قبضته فقط...
كان فم المرءة مفتوحا ، فدست في حنجرتها الوردة يفوح منها عطرها، اطبقت المرءة فكيها و احتبست اصابعها بالداخل ، سحبت بقوة يدها و و كانت تنظر بذعر للجرح في يدها يختلط دمه بدم المرءة الملقاة. لم تنتبه للخطوات وراءها الا عندما احست يدا ثقيلة علىكتفها تجرها للخلف و تثبتها ارضا ...
تسارعت الخطوات حولها و ارتفعت اصوات اخرى و امتلأ المكان بالسيارات
كانت تنظر للسماء عندما حملتها سيارة الشرطة بعيدا عن المبنى...