صدرت مؤخراً روايه تحمل عنوان سائحه تحت الحرب للكاتب اليمني عبدالحافظ الصمدي ،تروي أحداثها قصه شابه جزائريه أحبت التاريخ اليمني وتعلمت قراءة خط المسند جمعتها صداقه لاحقه مع شاب يمني في إحدى جامعات فرنسا، ثم تقرر المغامرة لزيادة عمل وسياحه لليمن برغم ضروف الحرب للوهله الأولى يخيل إليك انها روايه حب تجمع شابين كالروايات التقليدية ولكن ما ان تمر بك الصفحه الأولى حتى ينقلك الكاتب إلى أجواء التاريخ اليمني القديم و جمال الطبيعة اليمنية وبعض الطقوس والموروثات الشعبيه وفي بعض السطور يجعلك تعيش العلاقه الشخصيه بينهما وعلى لسان السائحه يتحدث في صفحات عن معطيات تاريخية عن ملوك وملكات و اقيال اليمن القديم و معالم الحضارة اليمنية ونقوشها المسنديه مع الإشارة إلى ماقاله بعض المؤرخين والباحثين اليمنيين فتاره تتحدث عما ذكرته دراسات للدكتور يوسف محمد عبدالله وأخرى عما كتبه المؤرخ محمد حسين الفرح وثالثه عن نتائج دراسة للدكتور سعيد عولقي عن المسرح والطقوس التي عرفتها اليمن، و رابعه الاستدلال بما ذكرته بعض النقوش مع ارقامها وفي إشارة إلى بعض القراءات الجديده للنقوش المسنديه التي ينشرها باحثين يمنيين وعرب في مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى صديقنا العراقي الباحث الشاعر عمار السهلاني وهو يهدينا قراءات الفاظ جديدة في النقوش لم نعرفها من قبل ولم يتضمنها المعجم السبئي ، وهكذا تتناول الروايه جوانب مختلفه من الحضارة اليمنية القديمة ونقوشها ودلائلها و يستقصي تفاصيل المواقع الأثرية التي دمرتها أطراف الصراع في اليمن و ما خلفته الحرب على الآثار اليمنية من نهب وسرقه وتهريب ثم ينقلك في صوره أخرى لواقع الحياه الاجتماعية و زيارات لبعض المناطق الأثرية و السياحيه و التي لا ينسى فيها توضيف أغاني يمنية بصوت فنان الشعب أيوب طارش و ابو بكر سالم و بعض الترانيم الصوفيه.

و في محصله الروايه نوع جميل و ممتع أجاد فيه الكاتب توظيف المعطيات التاريخية و الآثار اليمنية مع قصه حب تتوزع في بعض سطور الروايه في محطات متفرقه أما جل الروايه فهي معطيات تاريخيه تعكس الوعي والانتماء الوطني لدى الكاتب لتكون هذه الرواية هي الروايه الثالثه التي تطل علينا هذا العام بعد روايه حنين مبعثر للحبيب حميد الرقيمي و رواية لو كانت لي قيثارة للمهندس رشدي المخلافي. فتحيه لهم

و حفظ الله اليمن و أبنائه المخلصين

رياض الفرح

29-10-2021