قيل ذات مرة على مسامعي أن النسر زار ربوعا من محيط السنونو الداني..ثم قيل لي ذات مرة في حكاية تدحرجت منها فصول التجاذب أن الأسد والنمر يسكنان روابي الغزال اللامبالي، رددت سؤالين على كفتي تناقض ،وانتفضت في اندهاش من تمازج القوة والنعومة في غابة الصراع على كفي نقيض، ثم استرسلت في سؤال خاص بي لوحدي :
أين يتجدد الشوق في احتياج لقوة الأمس وعنفوان الشباب ؟ ،فكلما تخلص المرء من فتات التعب كد واجتهد لأن يتجدد في رباه، لاحت لي بعض معالم الإجابة من تواجد الأسد والنمر في توالي القوة و الغطرسة، لست أدري لماذا يحتفظ الغزال دائما بسمات الوداعة والهدوء ولا ينتبه لنفسه الا وركض الخديعة يسوقه نحو الأمام في جهل تام لنقطة الوصول، من هنا قد يتسلل لي الشوق بين لحظات المغامرة للنجاة وبين مخاوف السقوط في مخالب الجشع، الشوق يحتاج منك أحيانا أن تتسلى بتلك المظاهر لتعرف ما تريده، هل تريد العودة للماضي وتكرر عيش الضحكات والمسرات واللقاءات مع الأحباب ،أم أنك تريد شوقا يجعلك أكثر حزما وتأكيدا لأن تنتصر لمآسي جراحك، كلاهما جائز ولكن ان لم يسكن الشوق قلبك وروحك وعقلك وكيانك ككل فلن تسترجع ملامحا من شخصيتك المسلوبة منك، قد تبحث عن علاقة الشوق وصراع القوة والضعف فأجيبك أن لا شوق بلا انهزام أمام نفسك حين تجردت من قوة الأمس أو قل حين جردوها منك، فبين الفاعل والمبني للمعلوم تصير أنت القصة كلها في رغبتك لأن تعود كما كنت لكنك لست تعرف أين سيسكن الشوق ليسليك ويعيد لك لقطات من سعادة..
دع شوقك يسكنك كلية ، فبين سراب الأفق وذكريات الماضي تكون قد بلغت درجة الكمال في فهم قصيدة الحياة أن :
ما مضى لن يعود وما تبقى يجمله لك الشوق لتستمر..دعك من أحلام الخيال واركن لحياة الحاضر علك تبدو شخصا آخر غير الذي ضاع منك بسبب تيار الظلم الفاسد.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية