من ذكرياتي (سيّارتي والعجوز) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من ذكرياتي (سيّارتي والعجوز)

  نشر في 18 غشت 2021 .

من ذكرياتي (سيّارتي والعجوز)

هناك طرق لا تمرّ منها سيّارات الأجرة، فإذا ما مررت منها بسيّارتي فوجدت شخصا ينتظر سيّارة، ركّبته.

تقول أمّ شروق: قد يراك طالب من طلابك، أو زميل من زملائك، أو صديق، أو شخص من معارفنا، فيظنّك تشتغل سائق تاكسي!

سألتها: وما الضّير في مهنة سائق التاكسي؟! أليست مهنة شريفة؟!

قالت بلى، ولا أريد أن أقلّل من شأنها؛ ولكن قد يظنّ أحدهم أن راتب المدرّس لا يكفيه، ولا أريد أن ينتقص من قدرك.

قلت: ولكنّي لا أتقاضى أجرة، أركّبهم لعسر الطّريق وبُعده، ولشحّ سيّارات الأجرة في هذا المسير.

قالت: وكيف يعلم من يراك أنّك تركّبهم بالمجّان؟!

وذات مرّة ركبت معنا امرأة عجوز وصّلناها إلى الحارة الّتي تريد، لكنّها لم تنزل!

وأمرتني أن أدخل في الحارة؛ فأذعنت.

فأدخلتنا في شوارع غير مبلّطة وعرة، ثمّ في أزقّة ملأى بمياه المجاري الآسنة!

طلبت منها أن تسمح لنا بالرجوع فقالت:

لا أدفع لك الأجرة إلا بعد أن توصلني إلى بيت ابنتي! ولم أقل لها إنّي لا أتقاضى أجرة.

ولم تنزل إلّا بعد أن وصّلتها إلى عتبة باب منزل ابنتها. وبعد أن نزلت بدأت تفكّ بصرّة نقودها، عندما فتحتها رفعت رأسها لتراني قد جاوزت الزّقاق لأبدأ السير في الشّارع.

وفي يوم آخر ممطر، دعوت أحد طلّابي ليركب معي حتّى أوصله إلى بيته، وكان بيته في مسيري. لكنّه تعوّد في الأيّام الأخرى ودون أن أدعوه أن يقتحم عالمي الخاصّ فيركب معي؛ وكان خجلي العربيّ يمنعني من أن أصدّه ...إلى أن أتت السّنة الدّراسيّة إلى نهايتها. وكان يسبّب لي الحرج؛ ذلك لأني لا أستطيع في حضوره أن أستمع ما أشاء من موسيقى.

سعيد مقدم أبو شروق

الأهواز



  • سعيد مقدم أبو شروق
    سعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.
   نشر في 18 غشت 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا