بقلم أسماء زيتوني
الليل محراب الخيال ومدى تمرح فيه الأفكار ورفيق متكتم على شفرات الأمنيات ومكان في أحلامي شاغرا كعرش… تناولت القلم ولا أدري ما سأكتب لأنني ابتعدت كثيرا عن عالم الكتابة. ولم أعد قادرة على ترتيب حروف مفهومة ورأسي مزدحم بفتات أفكار قصة شابة حالمة.
القلم شراع الحالم يأخذني بعيدا كلما شعرت بالغربة في هذا العالم . والورقة بئر عميق أبوح لها بأسراري و أشكو لها أحزاني لكن قلمي وجدته عقيما حتى صار تائها كتلك الحروف التي كنت أحاول كتابتها… أشطبها وأبقى وحيدة بلا كلمات…. بكيت أحلامي وأنا أتأمل شبابي.
و أكتفي بنظرة طفلة بريئة حالمة طموحة للسماء و أتأمل قدوم زمن تتفتح فيه زهرات عند مفترق الأحلام والواقع لقد رصفت الحروف و كلمات كنجوم في السماء فكلماتي لي وحدي و فلكي لي وحدي و الشموع تضىء طريقي وأقطف أجمل الورود لي و أكتب لي ...
أنا الحالمة التي أضاعت بوصلتها ووقفت على حافة الحلم بلا أسوار ولا أبواب… انا التائهة بلا وطن و أنا المسافرة لا أعرف من الجغرافيا سوى صوت الاحلام. أرهقني صدى الأماني والأفكار وأنا التي تصوفت بين أفكارها وأحلامها… أنا آخر الأساطير…
أنا الراحلة من دنيا ضاقت بي إلى بحر كلمات لم يتسع لي… الكلمات ترهقني … الآمال تسعدني… والاحلام تؤلمني… احترت كيف لي أن أجمع أحلامي المتناثرة في كل مكان… أحاول أن أكتب كي لا أموت صمتا… كي لا يجد الألم فيّ متنفسا… كي أهدي قلبي حياة أشبه بالحياة… لست بعيدة عنك أيها الحلم وأنا المتكئة على ظلي أصر على مواصلة رحلتي وأنظر في عين الطفلة المعتكفة بداخلي وأشاكسها وأبحر في رحلات الواقع في صمت وفي كل الزوايا ولاني احب الحياة … سأحلم لأحقّق حلمي لأن كلماتي لي وحدي و فلكي لي وحدي والشموع تضىء طريقي وأقطف أجمل الورود لي و أكتب... نعم لأكتبني . و قصائدي التي مازالت حروفها تكتبني بكل لغات العالم .