مواقف ضد مهنة فاسدة
سميرة بيطام
نشر في 30 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
زنها مني قصة يوم جديد من عمري كتبه الرب لي جديدا..مروري سيكون مثقلا بالعطاء و الخير أينما مررت ماسكة بمعصم الورود أنشرها أينما مررت ، طلق مني ابتسامة ضاحكة ساخرة استفزتني لما مررت على أسرة المرضى في مستشفى عريق جدا بالناس الطيبين ، انفض تهورك من أمامي و لا تكررها ضحكات مسترسلات لأني سأوقف الصدى منها على مسامع المتألمين و النائمين ، جارفا كان أو منسكبا هو فيضان العطاء آتيا، أنا من ستختار مراتب السيول في مجاريها التي تناسب مرضانا و ليس ما تعتقد انه يناسبك او يوافق قراراتك المفاجئة ..حان الوقت لرد الاعتبار على مقاس العدل و الحق..شئت أما أبيت ماضيك انتهى و حاضرك آيل للنهاية أيها الظالم ..الجائر..الغادر بكل بسيط اشتكى لي صنيع غرورك..رتب ملفاتك من على مكتبك و استعد للرحيل ، فحضارة الأمم الراقية تحتاج للصفاء و للنقاء و للطهر بعيدا عن ضوضاء بلدك المهتز بالمسخرة..لكم أضحكتني محاولاتك الطائشة لإبعادي عن أداء رسالتي و المئزر الأبيض يغطي سخافتك ..أو نسيت أن الرب ينزل الأقدار كيفما يشاء و يصطفي من عباده من يشاء ؟...تنحى جانبا فوقع الخطايا منك لن يسترضي مني قبولا أو رفضا ، الطريق معبد لكل البشر دون استثناء و للمتواضعين بساط أحمرا قد من إبداع ، نحن لم نخلق لنعاند أو لنعامل مثلما تعاملوننا بسخافة و بمسافة تكبر للبعض منكم و ليس للكل ، نحن خلقنا لمهمة نبيلة و عريقة جدا جدا أكثر مما تظن و فوق مسامعك و ظنونك البالية، لا تجبرني على التمرد لأني لن أحسب له خطواتي الممتدة في رواق قسم أمراض طالت و سكنت ووقرت في أبدان المساكين ، مرضى السرطان من تشبعوا بوابل من الآلام ..تنحى جانبا و اخلع مئزرك و لا تراجع العودة حتى تستقيم الأخلاق منك و تترتب مراجع الفضيلة في مهنتك، أحترم العلم و أوقره و أنحني لعلمائه وقارا لسهر الليالي و فهم ألغاز الطب و لكني اختار لي دربا آخر إن ما اهتز كيان مريض صرخ و رفض كل مكنونات الإهمال..من حقه أن يرفض ذلك ، فلا تلمني على صراحتي فهي حق و عليها كتب الحق ميعاده معي و مع غيري و مع آلاف المظلومين ، لا تسكت في صوتا انتفض و راق للجميع لكنه آلمني أنا الأخرى لأني ضحيت بالغالي و النفيس لأثبت مكاني و لا أتزعزع رغم كل المحاولات البائسة لكسر التفوق ،فشموخ الجبال هزته رياح غاضبة و لكنها صمدت و قوارب المبدعين في الآداب مالت بها أمواج النقد لكنها رست على بر الأمان ،ذاك المريض مستعد لكل هزات الجور و الكراهية ،و لن
يرد عليها إلا بقصيدة التمرد الثائر الغائر الماضي في عطائه من الاحتساب، افهم عني حقيقة الأوجاع أني ذقتها و لا أبغي لغيري أن يتوجعها و إن كان قضاءا و قدرا فذاك قدر محتم لا نقاش فيه ، باعد بيني و بين مسافات التهور لأني ماضية في صراحتي ، فلن أعيش إلا حياة واحدة أريدها مفعمة بالخير و لن أدفن إلا مرة واحدة فلن أسكن في قبري إلا و عملي يتبعني ، أجبني ما موازين الحياة الدنيا لديك و أنت لم تعي أننا مجرد عابري سبيل فيها؟ ما سيرتك و أنت تؤذي الغير و لا تبالي و لا تؤدي واجبك كما هو مطلوب منك ؟ ، ما حيرتك و الغير في فن الإتقان منكب ؟ افعل مثلهم أو غادر مسرح العطاء ، هو مزين و محفوف بالمنايا ...عاند و لا تحسدهم فهم مكافحون صامتون ،مثابرون.
لست أنتظر طلبا للتسامح لأنه باد على مخاوفك و لكني سأنتزع الصدق و الحق من رمحك و أرمي به في مجال الفاشلين لأنك لم تتقن فهمهما أو أنك فهمتهما و جحدت عن التكلم بهما...سددت الرمية بعد الميزة الأولى و اكتفيت بقول النور على النور بعد الميزة الثانية ، إني أرى الحق ساطعا على ربوع أمتي الدامية بدماء الأبرياء ..و ليس على مشارف دولتي فقط...و لك أن تعترف بخطئك شئت أم أبيت.
لك أن تتراجع عن ضحكاتك و عن هفواتك لأني سأجرف تيار الظلم و لن أبالي و قد أقف وقفة منتظر لشيء و احد فقط و هو سطوع فجر النصر القادم يقينا و نصرة و تأييدا من الرب الكريم عز وجل...هنيئا لكل مريض احتسب ..هنيئا لكل منتصر نال بعد صبر طويل...هنيئا لكل من ظلم فانحنى خجلا من عقد الظلم المتراكمة ، نعم هنيئا له لأنه تائب في لحظات الغرق في حيرته الفاشلة..أقدر ما أنت فيه من حسرة و لن أزيدك وجعا سوى أن أسال الله لك الهداية لكني لن أتواصل معك كما كنت..فالتمرد ألغى مني كل رجعة ..عذرا هي هكذا استقامتي و هي هكذا أنفتي و هو هكذا إصراري.و للناس طبائع و عادات.وقد تزول الجبال و لا تزول الطبائع.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية