حبيبتي ..بتنا نتأرجح بين الألم و الأمل في غدٍ مشرق للعرب..نحن نحمل فوق ظهورنا آهاتنا و أحلامنا ..أتظنّين بأنّ حلب ملك قلبك وحدك !! حتّى و إن أبعدتنا المسافات فنيران حروبها تلسعنا.. و جراحاتها تُؤلمنا..و بين الحين و الحين نستنشق زهور الياسمين لنتأكّد من أنّها لا تزال هنا..رغم الحطام..رغم الشّتات..أرواحنا تعانق أرواحكم الجميلة بحرارة..ألا تحسّين دفئها ؟؟ ما عسانا أن نفعل و ليس بيننا عمر و لا خالد و لا طارق بن زياد ؟؟ أعلم أنّ أرضنا تحتضن الكثير منهم .. و لكن بحر الظّلم عميق..و أمواج الخيانة و الغدر تفذف بهم في كلّ جانب..يسبحون ضدّ تيّار الظّلم..يبحثون عن خشب الحبّ ليوصلهم و يوصلنا إلى شواطئ السّلام..ما عسانا أن نفعل إلاّ أن نكتب بحروف اليقين في إله لا يظلم..بين سطور قلوبكم الشفّافة كقطع البلّور..كلمات أمل..بحسن نيّة و الله يشهد..و لو كان باستطاعتنا لفعلنا أكثر..فالأرض أرض الله..و ما كان لله فلا حكر لأحد..فبلادي بلادك..و بلادك بلدي..و نحن جميعا كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا إن لم يكن بالفعل فبالقول ..و إن كان ذلك أضعف الإيمان..
و نحن كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسّهر و الحمّى إلى حين تشرق شمس العرب..و نتشابك كلّنا إخوة متحابّين في الإنسانيّة قبل حتّى الأخوّة في الدين و العروبة..
أتشعرين بدموعي تجري عبر شرايينك ؟؟ أترين تلك الومضات من النور التي تختلط بدموعي ؟؟
تلك هي ثقتي بحبيبي و سيدي و مولاي..و إن طال الفرج..فبين غيوم الحرمان تسطع حكمته..و بين زوبعة رمل غاضبة يندسُّ ودّه..و بين أوراق الخريف المتساقطة ..تمتدّ يده..
الله أكبر من سماسرة الحروب على الشّعوب ..و كلّ تجّار الدّم..