لطالما كنت مسحورا ً بالعلاقة بين الإبداع والجنون وكما قال رجل مشهور ذات مرة " لكى تستخدم رأسك يجب ان تخرج من عقلك " الآن ، جزء من تلك المقولة يجب أن تطبقها ، لتخرج مبدعا ً ، يجب عليك ، عليك أن تكتشف حدود عقلك وتعمل على تخطيها ، ليس الأمر يقتصر على الإلمام بالقدرات بل بتمنيتها أيضا ً ، كذلك لم يقتصر الأمر فحسب على رؤية حدود الشاطئ بل العمل على معرفة ماذا بعده ! ؟ إنه لأمر غريب صحيح ؟ ولكنه مذهل فى نفس الوقت ، سوف يتسنى لك الوقت والفرصة لتدور فى حجم القدرات التى لم تستغلها بعد وسوف تعمل على نوع جديد يسمى الإرادة ، إذا إنه الإبداع يا سادة ، الطرف الثالث فى معادلة مجهولة الهوية إنه المقابل للفوضى ! .
الإبداع هو القدرة على الخروج من حدود تلك الشخصية ، مغادرة منطقة الراحة من أجل العيش بضع لحظات من المغامرة المثيرة ، هو تخطى تفكير الشخص الذى تلبس رداءه ، ربما ليس أنت وربما أنت الشخص الخطأ فى أنت ، هو إستجابات إنعكاسية لكى تتكيف مع كل مناخ لتستطيع أن تذهب لأى مكان بعقلك فقط وتظهر ذلك على اللوحة التى أمامك إن كنت رسام أو ما شابه .
الإبداع هو القدرة على قيادة العقل ، تخيل فقط أنت أمام آلاف الأبواب وعقلك يخبرك أنه مجرد باب لعالم آخر # أنت تجهله ولكنك تستخدم قدرتك على الإبداع والتخيل فى أن تغمض عينك لمدة 15 ثانية وتتخيل أنك فتحت أحد الأبواب ودخلت غرفة بيل كلينتون ( لن يكون المنظر جيدا ً صدقنى ) أو غرفة أى شخص فى أى بلد ، لا حدود ، ودخلت وبدأت تجول تجاه المجهول ، هل يمكنك أن تتخيل بطريقة 3D هل أنا الوحيد الذى سمع كرتون شركة المرعبين المحدودة ! .
ومن المحتمل أن تخرج جريحا ً من جراء تلك التجربة ، كما تعلم ، الشخص المتزمت والمرن المبدع يعيشان فى نفس حوض الماء ولكن الشخص المتزمت هو كفنان يعانى أمام لوحته طويلا ً لديه الكثير ليخرجه ولكن لا يستطيع إنه أشبه بقئ غير مرغوب فيه إطلاقا ً علما ً بأنه سيخفف الكثير من الألم ، يحاول الرجوع للوراء وإلتقاط بعض التقاليد ، يرجع كثيرا ً إلى الوراء ليحضر الكثير من الذكريات من الفضاء العتيق ، على أى حال فى نهاية اليوم يصبح ذلك الفنان مستنزف القوى لأنه ضحى بمعظم الأكسجين فى عملية غير مرغوب فيها ، إذا ً ، ماذا يفعل الشخص الآخر ؟
يرجع إلى الوراء للتخلص من تلك التقاليد من عقله ليبتكر مرحلة متغيره وجديدة فى البنية التحتيه لمجتمعه ، يتخلى عن ثقافتنا وثقافة العمليات المعقدة ، يوضح لنا فى نهاية اليوم الأنفاق الحقيقية المختلفة الجديدة التى مُنحت لنا ..نحن أشبه بمسافرين عبر الزمن ، ندفع له المال ليأخذنا بجولة فى عقله ، إنه يتيح لنا شئ نادر فى تلك الأيام إنه الخيال ! .
الخيال
هذا الشخص هو مجنون كفاية ليجنى الكثير من المال من خلال أن يبيع لنا موهبة الخيال ، من قال ان القصص لا تفيدنا بشئ ؟ ، إنه توسع لنا ذلك الفص الدماغى المسؤول عن التخيل ، يسافر بنا إلى عوالم أخرى ، حياة أخرى لم نعيشها من قبل ، ربما نحقق أحلامنا فى القصص ، لذلك ، ذلك الشخص المجنون يأخذنا إلى عوالم خفيه ، ربما لن نزورها يوما ً مثل الفضاء الشاسع ، هؤلاء الأشخاص هم أبطال ، إنهم متحدو الثقافة المملة والتقاليد الغريبة ، إنهم مجانين يرغب الواحد منا أن يتملقهم ويستقل جنونهم إلى النهاية ليعرف كم لدى هذا الشخص من قصص مثيرة عن الخيال وما وصل إليه ..
ولكن هؤلاء المجانين يشفقون علينا ، لذلك فى بداية اليوم يدخلون فى نفقهم ويقضون يومهم وبطريقة ما يعودون إلينا ليحكوا لنا القصة ! .
-
محمد عطا...