في الدولة العباسية في عهد الخليفة المعتصم يحكي لنا التاريخ عن قصة امرأة مسلمة اضطهدت فى مستعمرات الروم فى مدينة "عمورية "
التي كانت تقع بين مستعمرات الروم و مدن الخلافة العباسية .. و تقول القصة أن احد رجال الروم ضرب امرأة مسلمة فصاحت وصرخت
تستنجد بالمعتصم وتقول (وا معتصماه ) وكلما صرخت المرأة اخذ الرجل بضربها بشدة حتي سمعها احد جنود المعتصم المتنكرين فركب فرسه
و أتجه الى بغداد قضى ذلك الرجل عدة أيام ليصل إلى بغداد لكي يقابل الخليفة العباسي المعتصم بالله و حكي له قصة المرأة وما رأته عيناه
فتعاطف معها المعتصم و قامت فية النخوة و الشهامة و قام بتجهيز جيشه و بعث برساله الي سيدهم و خرج بجيشه لقتال الروم , فقام
بحصارهم ثم قاتل الروم وحرر المعتصم المدينة و ذهب اللى المرأة التي استغاثت به وجعل سيدها الرومي عبداً لها ..
و اصبحت هذة القصة من اكثر القصص التي تحكي لتبين لنا مكانت المرأة فى هذا الوقت و شهامة خلفائنا المسلمين .
لكن المفارقة و ما لا يحبون ان يذكروا أن جنود المعتصم نفسة الذين ذهبوا معه لينجدوا المرأة ,هم نفسهم من كانوا يتحرشون بالنساء و
الغلمان فى بغداد و ينتهكون حرمتهم و يؤذون الناس فى الأسواق و يتحرشون بهم , لكن واعظينا لا يذكرون مساوء الخليفة ,هم فقط يمجدون
كل افعاله و لا يكترثون بهذا الشئ المهم انه قاتل الروم و قتل منهم تسعين ألف رجل .
لقد آن العرب اليوم أن يفتحون عيونهم ويقرؤوا تاريخهم فى ضوء جديد .فقد ذهب عصر السلاطين وتمجيدهم ,و آن اليوم أن نذكر مساؤوهم و
نتعلم منها ,و آن أوان اليقظة الفكرية التي تستلهم من التاريخ عبرة الانسانية الخالدة
-
Ahmed Samir Orabyباحث فى العلم والفلسفة والتاريخ