يحدث انك تحب، ويحدث كذلك ان تفقد من تحب ...هكذا هم العاشقون وحدهم يعرفون مرارة الألم و مرارة الفقدان ... لنعد بالذاكرة قليلا  ... ليوم كان مثل القدر كانت نور فتاة جميلة يراها الغير فاتنة و كانت ترى في نفسها امرأة بسيطة لعل حلمها الوحيد كيف تجعل من المراة بعيدة عن خضوع سيطرة الرجل ، سواء سيطرة أبوية أو زوجية أو اخوية ...

نور  امراة مكافحة لم ترى نفسها يوما تطلب مساعدة احد كنت ترى في مساعدة الرجال لها رغبة جنسية اكثر من رغبة انسانية .. وترى في مساعدة النساء غيرة و تجبر .. عملت كثيرا على تحقيق اهدافها كان للعلم مكانة كبيرة في حياتها ..

حسنا العلم جيد حقا فهو يرفع من قيمة المراة وهو للمراة سلاح لغدر الزمن ...تمضي الأيام وحياة تعيسة كالعادة لا شيء جديد ولا حتى قديم تعرف نور أنها تسعى وسعيها في مجتمع ذكوري اعمى .. مجتمع يؤمن بان للرجال قوة على النساء تلك القناعة كانت تحطم نور يوم بعد يوم ...

كان لابد من الرقي و التقدم فركزت على عملها و علمها وليومها لم تكن تعلم ان العلم سيكون بداية فشلها في الحياة ... تركت الحياة و المت بعلمها حاولت قدر المستطاع ان تسعد نفسها بهذا التفوق الذي ما لبث ان شكل جدار يبعدها عن غيرها .. اصبحت نور متغطرسة فنجاحها اعتبرته نجاح شخصي لا غير وليس علما ينتفع به ... حتى يومها ذاك ..

يوم اعتبرته غير كل الأيام كانت تبعتعد عن الرجال حتى لا تفقد بريقها و تفسد كحل اعينها ... عملت على قمع كل رجل يتودد اليها.. لكن في يوم تعرفت على صديق خيالي من عالم الافتراض الاجتماعي الذي فرضته علينا العولمة ونجحت بقدر كبير بالسيطرة علينا ... كان مجرد صديق ذلك الاساس الأول في كل تعاملاتها .. لكن نعلم جيدا ان الصديق مقدمة لتجربة حبيب..

عادة كان السؤال دائما من قبله كيف حالك نور ..

ترد .. بخير مراد و انت 

يرد مراد جيد مدامك موجود انا بخير ..

ربط سعادته بوجودها .. وربطت تعاستها به ..

مرت الايام وظل مراد صديق لها تودد اليها مرات لكنها رفضت الموضوع .. وكل رفض من قبلها يشجعهللاقتراب أكثر ...

مراد شاب جميل المظهر يعمل بشركة مرموقة و رصيد معرفي لابأس به رغم انه يمتلك كل هذه المواصفا الا انها رافضة للامر ..

المرا يخاف التورط التوحد في أمور يعي جيدا عواقب فشلها ...

يوما بعد يوما تكابر هي و يتوسل لها .. لا تستطيع المراة الصمود اما رجل يفعل المستحيل لاجلها .. ولكنها تصمود في وجه رجل فعل المستحيل لتركها ... خرافة ..

تحدث المشكلة ان اغرمت بذلك الرجل لانه مكابر يستطيع ان يقنعك بانه متيم بك  أنك كل شيء في حياته .. ارتبط مصيرهما ببعض فعل كل شيء ... ليوم اقتنعت .. كان يوم باردا جدا شتاء الجزائر لا يرحم احد وحدهم العاشقون من لا يشعرون بغربة الشتاء في بلادي ...

اغرمتي يا نور لم تعي جيدا انك فعلت مالم تريدينه يوم ... للمرة الاولى لم تستطع نور الهروب منه رات فيه كل شيء و حنانة رجل لم تهبها الحياة مثلها أبدا ... تقربت منه تركت نفسها للهوى .. ولم تعلم أن الهوى غلاب ..

لم تكن الا بضع شهور حتى اصبحا كلاهمها يمثل رابطا للاخر .. وعدها بانه سيكون ل شيء .. وعدها بانه سيمحي كل الامها .. وعدها بالكثير وعدها ونسي ان يوعدها بانه لن يتركها يوما بمفردها ....

نور ومراد علاقة منصوبة بين اثنين مرفوعة عن الجميع ... لم يرد أن يتدخل احدا بينهما اراد أن يكون زواجهما مميزة و ناجح بكل المقياس ... يسأها نور ..؟

نعم  مراد ... هل تحبينني ..

نور .. قد لا خبرك بحبي لك لكن تصرفاتي تدل على عشقي لك ...

مراد .. هل تحيبني : حبيبتي ان لا اخجل من قول حبيبتي لك ...

تلكل الاحسايس لم تعاش من قبل ولن تعيشها نور من بعد .. احدث ثورة بداخلها لاول مرة تعرف انها انثى ولم تبقى امراة فقط .. كانت تشاوره في امور دراستها و يخبرها مالأفضل لها .. تشكي له صعوبة الامر و يمدحها قائلا ؟ هل نور عيني تشكي من دراستها وانت فضلت دراستك عني فيما سبق..

نور تضحك مطولا و تتمعن في عينيه . انت قلتها سابقا .. واليوم شكلي راح اترفد ... يضحك مطولا ويرايان في بعضهما القلم و الورقة يمكلان بعضهما بشكل متطابق ...

يعد فترات اعشق الاولى تأتي فترات العذاب الكبرى ... بدأت الأمور تسوء بعض الشيء .. مراد ينشغل كثيرا بسبب عمله في الخارج ولا يحدها كثيرا .. نور ترى بانه اخد ما يستحق منها حبها و اشبع نفسه بعدما رفضته من قبل ...

بعد انقطاع اخباره ليوم أو ثلاثة يعاود الاتصال بها .. تأيى الرد عليه لكنها في كل مرة تقاوم الشوق فيها فترد عليه ..

مراد .. الو

نور ... نعم 

كيف حالك

هي ليش يهمك اخباري 

مراد اكيد فانت حبيبتي 

نور . أه يكن مخربط في العنوان .. 

تبدا رافعة صمتها تشكي له تصرفاته التي اصبحت تغيضها في الفترة الاخيرة لكنه يهدؤها في كل مرة بأسباب تافهة جدا ... فتعود لحالتها مع و يعود هو لعاداته فتحدث قطيعة من جديد . كان