هل غابَت الأُمْ القُدوَة؟
هل بالضرورة تكون القدوة شخصية ناجحة حصرا في ميدان العمل ؟
نشر في 02 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لما تحصر المرأة اليوم النجاح بالمجال العملي وفقط ؟ - إن لم أقل الدراسي كحد أدنى والعملي كحد أقصى للنجاح - بينما يغيب ذلك في الميادين الأخرى ؟
شخصيا سأذكر موقفا مر علي، سبق وأن سُئلت قبل عام عما أتمنى أن اصيره في المستقبل فقلت بعفوية :
أريد أن أصبح " أما مثالية "
نعم قد أصير يوما ما أماً، لكن هل سأكون يومها مثالية ؟
القدوة تلعب دورا كبيرا هاهنا فبينما نتفحص الشخصيات الناجحة الملهمة التي نتابع في مواقع التواصل الإجتماعي على الأغلب ؛ التي تقاربنا في السن فإننا نُوَجَه أو نتَوجَه صوب التألق العملي للشخصية المرأة دون سواه ولا أدري أذاك لعدمه أو لإكتفائنا عنه فنحن نأخذ الشخصية كُلاٌ كمثال يُحتذى به دونما البحث عن ميادين النجاح الأخرى الزوجية منها والأسرية .. تشغلنا المرأة الناجحة علميا عمليا وزوجيا لكن المرأة الناجحة أُماً تغيب عن انشغالنا وكأن الأمومة أمست تجربة فطرية هَيِنة أو أن النجاح لايعنيها كمرحلة حتمية !
لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا ... لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ
جميل صدقي الزهاوي
فإني أرى أمهات كثيرات لكني لا أرى أمَهات ناجحات...
أعتقد أن المرأة تكوينا نفسيا وتربويا لا تنمو بشكل مرحلي منفصل ومجزئ بل على مراحل متصلة غير منفصلة كل مرحلة متقدمة هي نتاج ما سبقتها، و المرأة الأم الناجحة اليوم ( صفة النجاح تنسب إلى الأمومة لا العكس كلقب تشريف ) تستدعي أن تكون إمرأة ناجحة علميا عمليا و زوجيا.. وإن اختلفت مقاييس النجاح من إمرأة لأخرى ..
اليوم أقول لكِ كي تكوني أُماً ناجحة في خِضم التخبطات التي تعاني منها الأجيال الجديدة عليكِ أن تكوني ابنة ناجحة فزوجة ناجحة.. من ثم أُماً ناجحة ، فلا فصل بين هاته وتلك.. فاختاري بمن تقتدي وكوني بادئ ذي بدأ معلمة ناجحة و داعية ناجحة و صحابية ناجحة وإن كنتِ عازفة عن العمل ..
فما أحوج الأمة للنساء الأمهات.
التعليقات
مقال رائع .