جريمة في كُل يوم ، جرائم بشتى الطُرق ، سجونٌ امتلأت بأعداد كبيرة من المجرمين المتهمين بالعديد من الجرائم ، جريمةٌ جديدة ، سجن جديدة ، فما الحل ؟ ما مفهوم السجن لعدة سنوات وربما للأبد ؟ ما مفهوم دخول المُتهم بقضية سرقة ، ليخرج قاتلاً محترفاً ؟ لم نضع المُتهم في السجن لعدة سنوات لأنه ارتكب خطيئة دون أن نبحث في أسباب ارتكابه لها ؟
مع بداية القرن الواحد و العشرين ، وازدياد الفتن و قلة الوعي و التثقيف الكامل ، ابتدأ مُعدل الجرائم حول العالم بالارتفاع ، فمثلاً في الهندوراس وَصَل مُعدل الجرائم إلى ٩٠.٤٪ وتُعتبر الهندوراس صَاحبة أعلى مُعدل للجرائم في العالم ، في حين أن في عام ٢٠١٣ قامت هولندا بإغلاق ١٩ سجناً لانخفاض مُعدل الجرائم ، مع أن ذلك سيتسبب في بطالة عمالها ، إلا أن هولندا قامت باستيراد ما يقارب ٢٤٠ سجيناً من النرويج و بعض الدول الآخرى التي يترفع بها مُعدل الجرائم ، و ترجع أسباب انخفاض مُعدل الجرائم في هولندا و خلو السجون من المجرمين ؛ إلى جدية الحكومة الهولندية في التعاطي مع السجناء الذين تعاملهم من مَنطق ( الإحتواء لا العقاب ) .
” يَدْخُل السجن سارقاً ، ليخرج منه قاتلاً محترفاً ”
عندما يتم القبض على المُجرم في أي تُهمة ، نريد إصلاحه لا أن نصنع منه شخصاً أسوأ ، بَعض الجرائم يتم العقاب عليها ما يقارب ٢٠ عاماً في السجن ، كَم مُجرم سيقابل السجين ؟ كَم طريقة للقتل و السرقة سيتعلم في تلك الْمُدَّة ؟ ما الفائدة من وضعه في السجن ٢٠ عاماً من ثُم إخراجه شخصاً مؤهل للعديد من الجرائم الجديدة ؟ ما الفائدة من دخول شخص لديه بذرة من الجرائم إلى السجن ليخرج نبتة ناضجة ؟
بعض المُجرمين الذين ابتدؤوا بالسرقة ثُم خرجوا من السجن محُترفين بالجرائم الاخرى ، قد تَم الحُكم عليهم بالسجن المؤبد ، ماذا سيفعل فيما تبقى من عمره ؟ رُغمَ أن تفكيره بالجريمة و تنفيذها دليل كافي على قوته و ذكائه و من السيء وضعه في السجن المؤبد دون محاولة الإصلاح ، الكثير من المُجرمين المُحترفين لديهم ذكاء خارق إلا أنهم قد استثمروا ذكائهم بما هو سيّء لهم و للمجتمع ، لكن إصلاح تلك الفئة ستعود بنفعٍ كبير على الفرد و المجتمع .
المُجرم شخص ذكي ، التخطيط و التَفكير و التَنفيذ لم ينشأ عبثاً ، نشأ من شخص ذكي مُخطَّط بارع ، رُبما لو لم يَمْشِي في الطريق الخطأ لوجدناهُ طبيباً أو مهندساً قَدْ استطاع حَل الكثير من المشاكل في المجتمع .
المُجرم فرد من المُجتمع ، إصلاحه من إصلاح المجتمع .
-
شيرين قاعاتيأكتب لكي اعبر عن الضجيج الذي في داخلي