تنهيدة بداية. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تنهيدة بداية.

مع كل بداية نجد فرحة وقد تتبعها عثرة،فلماذا نهمل فرحة كل جديد بالرغم من جمالها؟ ولهذا كُتبَت تلك الكلمات لنتذكر معاً كيف كانت البداية جميلة دائماً.

  نشر في 31 ديسمبر 2020 .

مساء الخير

الليلة يعلن العام إستسلامه نهائياً،ثلاثمائة خمس وستون يوم من الأحداث والصراعات مضت وإنتهت إلى الأبد،والليلة يبدأ عام جديد يحمل معه سعادة وحزن وراحة وألم ولكن لماذا لا نبتهج بعامنا الجديد؟؟

كل شئ جديد يأتي معه بهجته ورونقه الخاص،أحداث وأشياء كثيرة حدثت طوال أعوامي السابقة وأنا حاضر بهذا العالم شعرت بتلك الفرحة الساحرة العجيبة،نوع من النشوة يسري بعروقك بمجرد رؤيتك أو حضور شئ جديد أمامك،حدث لا يمكن تفسيره عقلياً او منطقياً،ولكن أراهن أنك تعيشه مثلي كل عام عشرات المرات

حقيبة المدرسة الجديدة مع بداية كل عام،وكيف كان حرصي شديد للغاية على أن انتقي لونها وحجمها والأهم أن تكون ذات عجلات كما حلمت،حالها حال أقلامي ودفاتري الجديدة،أيضاً حذائي وملابسي الجديدة وتلك الرائحة الغريبة التي تصيبني بالخدر والبهجة ،سعادة بالغة وأنا ارتدي ملابسي الجديدة وحرصي الشديد أن ابقيه بعيداً عن أي ضرر وكأني أرتديه لا لأستمتع به لكن فقط ليبقى جديداً نظيفاً برونقه الأول،كما أتذكر جيداً حاسوبي الأول, جهازي الذي ظللت أمامه طوال ليلته الأولى بمنزلنا,حتى غالبني النعاس وانا لم أبرح مكاني البتة،كم كان عظيم وكم كانت فرحتي وسروري وانا اتحسسه للمرة الأولى،وأيضاً منصة الألعاب الأولى وكم مرة استيقظت في أيام العطلات منذ السابعة صباحاً حتى أجد وقت كافي لأستمتع به،حاله حال ألعابي المختلفة والكثيرة التي حملت السعادة مع كل قطعة منها,أيضاً أتذكر هاتفي الأول الذي اقتنيته بعد عناء مع والدي،كم كان حدثاً جللاً،كان جهازي الأول وبإختياري الشخصي،فبداية إقتنائي لهاتف محمول نقلة عظيمة في تاريخي الشخصي،فأنا لم أعد صغيراً الآن،كلا أنا استطيع أن اتحمل مسؤولية حمله وحدي،حتى عندما كبرت لم يتغير حالي كثيراً،فمع كل مرة أقتني هاتفاً جديداً أشعر بسعادة بالغة لا توصف،أظل أستخدمه للمرة الأولى طوال الليل كما كنت أفعل في السابق،حتى عندما تجاوزت مراحلي التعليمية كانت السعادة حاضرة مع نهاية كل عام مكللة بالنجاح،ولكن السعادة الغامرة دائماً ما تكون عند بداية العام الجديد ،لحظاتي الأولى بصفي الجديد أو بعامي الجامعي الجديد دائماً ما تكون رائعة،لحظات سعادة قد توصف بالبلهاء لكني أكاد أجزم أنها أعظم لحظاتي بالعام،وغيرها الكثير والكثير من البدايات الرائعة مع بداية كل جديد وتجربة كل مختلف لأول مرة،حالة من المتعة الغير مبررة تشعرك أن العالم بأسره بين يديك،مذاق ورائحة وملمس كل ما هو جديد مميز,غريب ومعتاد في آن واحد,خليط منسجم,سيموفنية متناسقة ذات رتم هادئ منتظم وممتعز

أجل يا عزيزي إنها فرحة البدايات،الفرصة المناسبة لتذوق طعم السعادة خالصاً نقياً،لحظات قد تكون قليلة ولكنها ذات طابع خاص،تعبث بنفسك الضعيفة المنهكة من عناء الحياة,تعيد لك روحك الصغيرة من جديد،سعادة بسيطة قد تجدها في تذوق صنف طعام جديد،في ثمرة فاكهة طازجة ذات رائحة جذابة, في تغيير مكان أثاث غرفتك،في ترتيب خزانتك بشكل مختلف،في حلول فصل الشتاءبأمطاره،ربما الربيع بأزهاره الرائعة،وربما الصيف بشمسه الساطعه وليله المؤنس،ومن الممكن مع حلول الخريف وأوراق الأشجار تتساقط من حولك وغيرها من أحداث كثيرة

فرحة البداية تسري من حولنا كل ليلة،بإمكاننا أن نصنعها بأنفسنا،الأمر ليس بالمستحيل،فقط تحتاج أن تزيح عن قلبك وعقلك كل هم وحزن وفكر وذكرى سيئة،دع نفسك تنطلق وحدها في مياديين الحياة،دعها تجذبك نحو ماضيك,تأخذ بيدك نحو برائتك وصفائك,دعها تجول بداخلك معك,تعيدك إليك,تستكشفك من جديد,تضئ مصباح الأمل المتهالك,امنح نفسك وقتاً لتستريح,لتتعافى وتأكد أنها ستجذبك نحو جمال الحياة دون عناء،ستنمو بداخلك زهرة تحمل بين أوراقها سر سعادتك,حتى أنك بنهاية المطاف ستتمكن أخيراً من إطلاق تنهيدة طويلة معلناً نهاية كل ألم وبداية شئ جديد.

فقط حاول

والسلام.....



  • 1

   نشر في 31 ديسمبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا