الكنة قد تكون عامل تفكك في الأسرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكنة قد تكون عامل تفكك في الأسرة

  نشر في 01 يناير 2016 .

أ/ بسام أبو عليان

1/1/2016

كم يسعد الوالدان ويفرحان كثيراً حين يبلغ ابنهما سن الزواج.. كم من السنوات انتظرا حتى يبلغ ابنهما هذا السن ليرياه عريساً، ومن ثَم أباً. فتجدهما يسعيان جاهدان لتزويج ابنهما. ويبحثان له عن عروس مناسبة من حيث الدين، والجمال، والأخلاق؛ كي تسعده، وتسعدهما من بعده.

في حالات كثيرة يردد الآباء والأمهات أن سعادتهم من سعادة أبنائهم. فإن كن زوجاتهم يسعدنهم فهم سعداء، وراضون عن كنائنهم. أما إن كن ـ الكنائن ـ مصدر تعاسة وشقاء للأبناء فهم يغضبون عليهن، ولا يكن محط قبول أسري.

دائماً تجد الآباء والأمهات يحرصون ويحرصن بشدة للحفاظ على تماسك الأسرة، ويرغبون أن يبق الأبناء بالقرب منهم. ليروا أسرتهم تكبر. من باب التفاخر والتباهي الاجتماعي، وللتمتع بأحفادهم. وليساعد الأبناء والديهم في شيخوختهم على صعوبات الحياة.

لكن من خلال الشواهد والملاحظات الاجتماعية، أو ما أسمع، أو أقرأ، أو يعرض علي من مشكلات أسرية؛ لأجل الاستشارة وإيجاد حل مناسب لها. فإنني أطلع على حكايات، وقصص، ومواقف أسرية أغرب من الخيال. وهي تعرض مواقف الكنائن ـ جمع كنة، وهي زوجة الابن ـ، وهن يحرضن أزواجهن على عقوق والديهم، والانسلاخ من بيت العائلة. من هذه المشاهد وصور:

واحدة ترفض الإقامة في بيت يوجد فيه والدي الزوج.

ثانية ترفض تقديم يد المساعدة والعون لوالدي الزوج كونها ليست خادمة لهما، إنما هي تعمل على خدمة زوجها وأولادها فقط. وإن بحثت في مستوى نظافتها وخدمتها لزوجها وأولادها تجدها دون المستوى المطلوب!

ثالثة تحرض زوجها على الانتقال إلى بيت آخر بعيد عن والدي الزوج، وإن كان بالإيجار، وإن كان الزوج لا يستطيع توفير متطلبات الإيجار ونفقاته!

خامسة تعتدي على والدي الزوج أو أحدهما بالضرب، ولم تقدر كبر سنهما.

خامسة تكيل الاتهامات، والإهانات، وتختلق الأكاذيب والافتراءات على والدي الزوج كي تتجنب التعامل معهم، هذا في غياب الزوج، أما في حضوره تظهر في موقف الطرف الضعيف مكسور الجناح.

سادسة تكثر الحردان وهجر الزوج لئلا تبقى في بيت يوجد فيه والدي الزوج.

سابعة تقاطع الجلسات العائلية وزيارات رحم الزوج كونهم لم يروقوا لها.

ثامنة تكثر الانتقاد السلبي والهدام والاستهزاء بالزوج وأسرته كونهم من مستوى دون مستواها.

تاسعة لا تريد أن تكرر تجربة أمها الفاشلة مع حماتها فتقع في نفس الخطأ، وترسم أوهاماً لمشكلات وخلافات ليس لها أساس في الواقع.

عاشرة تمنع زوجها من الإنفاق على والديه، ورعايتهما اجتماعياً، ونفسياً، وصحياً.

قِس على ذلك العديد من المشاهد الاجتماعية.

في المقابل لا أعفي صنف من الحموات من المشكلة، فهن يلعبن دوراً كبيراً في اختلاق المشكلات والخلافات مع الكنائن، وربما يفترين عليهن، ويظلمنهن بما ليس فيهن من العيوب.

في هذه الحالة يقف الزوج/الابن حائراً عاجزاً، لا يستطيع ولا يحسن التصرف مع هذه المعضلة الأسرية. فهذه أمه التي أنجبته، وربته، ورعته، وعطفت عليه من ناحية، وتلك زوجته أم أولاده من ناحية أخرى. فقليل جداً من الأزواج الذي يستطيع إدارة هكذا أزمة أسرية.

يحدثني أحدهم عن تجربته مع أمه زوجته اللتان لا تطيقان بعضهما:

"في كل يوم أعود فيه من عملي مرهقاً متعباً، تستقبلني أمي عند مدخل الباب الرئيسي: زوجتك فعلت فيّ كذا، وشتمت كذا، وأهانت كذا، ولم تنزل لتساعدني في أعمال البيت، ولم تأتِ لتسلم على أختك التي أتت لزيارتنا... إلخ.

وعندما أدخل شقتي تستقبلني زوجتي بموشح آخر: أمك فعلت فيّ كذا، وأهانتني، وشتمت أهلي، نزلت أساعدها في أعمال المنزل فرفضت... إلخ.

قال الزوج: استخدمت كل الأساليب والحلول التي تخطر على البال لأوفق بينهما، ولم أفلح. أخيرت اهتديت إلى طريقة لأتخلص من الموشح اليومي الذي ينتظرني آخر النهار. وهو:

"إن اشتكت أمي من زوجتي، ألعن وأسب وأشتم زوجتي بأشد الألفاظ والشتائم حتى ترض، وتنفرج أساريرها. وكذا أفعل مع زوجتي عندما تشتكي من أمي حتى يرتاح بالها".

أنا لا أتفق معه في هذا الأسلوب، لكنه لم ير أفضل من هذه الطريقة للخروج من هذا المأزق الأسري.

الجدير بالذكر، إن الحموات لسن كلهن بصورة سيئة، ولسن كلهن في موقف الضد وطرف النقيض مع الكنائن. بل المسلسلات والأفلام المصرية والسورية هي التي عمقت الصورة السلبية عن الحماة في أذهان الناس.

بالعودة إلى الموضوع الرئيسي. من خلال عرض مشاهد خلافات الكنة مع والدي الزوج فإن الكنة تعتبر عامل من عوامل التفكك الأسري، وعامل هدم للبناء الأسري. كونها تحرم الابن من جوار والديه، وخدمتهما في كبرهما.

ما أنجب الوالدان وربيا أبنائهما إلا من أجل رعايتهما وخدمتهما في كبرهما، فحينما تأتي الكنة وتحرض زوجها على الخروج من بيت العائلة، أو مقاطعة والديه فهي تحرضه على العقوق، وتقطع أمل ورجاء الوالدين في ابنهما.

لذلك، فإن من علامات حب الزوجة لزوجها طاعته، والعمل على ما يرضيه بما لا يبخسها حقها. بل طاعتها لزوجها ضمنت لها دخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلَّتِ المرأةُ خَمسَها، وصامَت شَهْرَها، وحفِظَت فرجَها، وأطاعَت زَوجَها، فلتَدخُلْ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّة شاءَت". [السيوطي، البدور المسافرة، 396].




  • د. بسام أبو عليان
    محاضر في قسم علم الاجتماع ـ جامعة الأقصى. محاضر سابق في جامعات: (الأزهر، والقدس المفتوحة، والأمة للتعليم المفتوح، وكلية المجتمع). مدرب في مجال التنمية البشرية.
   نشر في 01 يناير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا