حين تتأمل كلمة حياة تجد أن عدد حروفها أكبر من كلمة موت. فهل الحياة فعلا أطول من الموت ؟!
وحين تُعاود قراءة كلمة حياة و لتقرأها حرفاً حرفاً ح ي ا ة ماذا أثار في نفسك؟! أو اغمض عينك و قل حياة و كررها و أنت تأخذ نفس عميق ماذا تري؟
هل الحياة هي أنفاسك المتتابعة أم دقاتُ قلبك النابضة أم دماؤك المتدفقة في شرايين جسمك أم هي الحركة أم هي الصوت أم هي عقلك الذي مازال يفكر و يتعلم و يكتسب أم هي روحك التي تسمو فوق كل ذلك و تتحرر من كل قيد.
أم هي الحدائق الغناء المزهرة و الأشجار المورقة والشمس المشرقة و الطيور المُحلقة في أسرابها... أم الصغار في أكْناف أمهاتِهم ... أم هي الصلاة و الآذان في المآذن أم هي دموع التائبين العائدين.......أم ماذا ؟! أم هذه كلها الحياة.
إذن ماذا تثير كلمة موت في نفسك أيضا أتخشي تكرارها؟! أتشعر بقبضة ؟!أتخشي الفقد أتخشي الفراق؟! أتخشي غيابك أنت؟!!!
عندما نتكلم عن الحياة و أن فلان قد كُتبت له حياة جديدة و عمر جديد تكون الفرحة غامرة لأهله بينما إذا قيل فارق الحياة تكون الصدمة مع أن لك أجل كتاب لكنهم يقفون أمام حقيقة الموت.. الحقيقة الغائبة و الحقيقة التي نتناسها.