ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( لا أَريدُ منَ الْحُبَّ غَيْرَ الْبدايِة ) هكذا قال الشاعر !
الحبُ ليس هيناً لكي يسهل الحديث عنه ، يشبه المستحيل.. يشبه الحلم ، ولكن قد يحدث على حين غرة ان تصلك سهامه وتخترق قلبك فتسقط صريعاً لا تعلم ما الذي اصابك !!
تحاول النهوض .. فتلملم ما تبقى منك عن طريق الاشعار الحزينة والألحان الساحرة والاغاني الحلوة والرقصات البديعة لتخبر العالم عن هذا الحب المهيب الذي اجتاحك
واحتل قلبك المسكين وبالذي فعله بك وفيك!
تخبر الشجر والبحر والشمس والقمر والنجم والكون كُله عن حبيبك النادر الذي لا يشبه أحد ، محبوبك الذي لا تقر عينيك الا برؤيه خيال وجهه الوضاء
ولا ينام قلبك الا بعد ان تنال منه تلك القبلة اللذيذة التي ستجعلك تراه في عالم الاحلام ايضاً .
الحُبَّ مثل ذلك السحر البنفسجي المعبق بأريج الياسمين والزئبق والأوركيد و الجوري والريحان ، يُضَيـع لك عقلك فينام راضيًا
مستسلماً في غيبوبة جامحة لا تعرف لها نهاية ، ويحلق بروحك الذهبية نحو ابراج السماء العالية لتراقص تلك النجوم المتلألئة البعيدة عن المنال بكل سهولة
هو مثل قطرات المطر البارد الذي تتساقط عليك وانت تكاد تموت من العطش في صحرائك القاحلة، فتعود الحياة لتملأ قلبك بأجمل طلة لها واروعها ..
والمرأة إذا وقعت في الحب فهي تقع فيها بكُلها دفعة واحدة ..هكذا بلا صمام آمان !
الحب بالنسبة لها مفاجأة سعيدة ، حياة جميلة ، بحراً من العجائب والكنوز الإلهية ، لا تراه ابداً كمغامرة عاطفية عابرة كما يراها الرجل..
ترى حبيبها ملاكاً ك يوسف ابن يعقوب ، وهو في الحقيقة ك عمي جحا وظل حماره !!
ولكن رغماً عن أنوفنا سنراه يوسف طوال الوقت لأجل عينيها هي ولأجل هذا الحب الذي بينهما .
حرارة حبها تشبه نوعًا من العبادة ، تؤمن به و بحبيبها كأيمانها بالقدر
لا .. لا ..هذا ليس عيب او نقص او خلل في المرأة
لقد خٌلقت هي هكذا من نور الحب ولهفة العشق واللمسة الحانية ،يمنحها الحب طاقة خارقة لتحمل الحياة ، تنعش كل ما هو حولها
فتمنحه جمالاً ساحراً وضياءً بديع ، تهتم بتفاصيلك كلها وكأنك طفلها الضائع الذي عثر عليه بعد ضنى البحث والانتظار الطويل
تحب حتى احزانك -رغم انها تُبكيها -لأنها تراك من خلالها أكثر وأوضح... فتحبك أكثر وأكثر
ولكن ( لا أَريدُ منَ الْحُبَّ غَيْرَ الْبدايِة ) .. هكذا قال الشاعر
***
أغلبية المحبين او أحد الطرفين بالتحديد يبقون أسرى لتلك البدايات البطيئة اللذيذة ، المفعمة بسكر العشق وروعته ولوعته وشجنه الخجول والملتهب،
ولكن.. العلاقة العاطفية ليست بذلك الاتساع او المرونة لنقف هناك على عتبة بداياتها الى الأبد .. هي مثل الحياة تماماً.
لا نقدر مهما رغبنا بأن نبقى على عتبة الطفولة المرحة والجميلة والخالية من الهموم والواجبات
بل يتوجب علينا المضي نحو النضج وتحمل مسؤولية هذا الحب الصغير الذي خلقناه لكي يكبر ويقوى ويرى النور كما يجب .
ولكن يحدث ذلك الخلل المشؤوم !!
ونصل الان الى مرحلة كسر الخواطر التي تتلبس العشاق من حيث لا يعلمون ، فيصبح الحب حينها كالمقبرة المفتوحة !
فجأة ينقلب الحب فجأةً ، يُصَبُح كُلّ منكما حبيبه بقبلة الوله والشوق ،وتمسيان بعضكما بطعنات من العتاب والاتهامات الجارحة
#يتبع ....
-
هديل ماكينزيمخربشة في طور الإنشاء او التلاشي
التعليقات
بدأت أقتنع أن الحب مجرد وهم اخترعه الإنسان كي يشبع عشطه للمشاعر التي تجتاحه من فترةٍ لأخرى.